خلت مدينة الموصل للمرة الأولى في تاريخها من سكانها المسيحيين، بعد أقل من 24 ساعة على تهديدات أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) طالبهم فيها بإشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة، وإلا تعرضوا للقتل، فيما جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى تشكيل حكومة تنال قبولاً وطنياً. وفي هذه الأثناء ألقت زيارة غامضة للأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى العراق أول من أمس الضوء على التطورات السياسية في البلاد. (للمزيد)
وقالت مصادر شيعية لـ«الحياة» إن شمخاني خرج من اللقاءات التي عقدها في بغداد والنجف بضرورة إبدال رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي. وأكدت المصادر أن شمخاني استمع من المرجع الشيعي علي السيستاني لموقف المرجعية الثابت من رفض الولاية الثالثة للمالكي. كما عقد شمخاني أمس لقاء مع زعيم كتلة «المواطن» عمار الحكيم شهد استعراضاً شاملاً للأزمات السياسية والأمنية في البلاد.
وأضافت المصادر أن زيارة شمخاني أنهت الجدل حول موضوع الولاية الثالثة للمالكي وأن الساعات الماضية شهدت اتصالات مكثفة من قيادات في كتلة «دولة القانون» لترتيب ترشيح بديل عنه. وأضافت أن «دولة القانون» طرحت خمسة أسماء، هي: طارق نجم، وحسين الشهرستاني، وهادي العامري، وإبراهيم الجعفري، وفالح الفياض، لمنصب رئيس الوزراء وطلبت أن يوافق التحالف الوطني على ترشيح أحدهم. وأوضحت المصادر أن «القضية لم تُحسم بعد، فما زالت القوى الشيعية خارج دولة القانون متمسكة بترشيح أحمد الجلبي وعادل عبد المهدي، وأن يكون التصويت داخل البرلمان هو المعيار للفصل بين المرشحين الذين تقدمهم الكتلة».
من جهة أخرى، أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف أمس، أنه نقل رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة إلى السيستاني تضمنت الحض على تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني. وقال ملادينوف في مؤتمر صحافي عقب لقاء السيستاني «ناقشنا قضايا عدة أهمها الحاجة إلى تشكيل حكومة جديدة وأن تحظى بالمقبولية والوطنية، وندعو القيادات لإنضاج رؤية جديدة لمواجهة الإرهاب والطائفية في العراق»، مطالباً «القيادات السياسية بالابتعاد عن الخطاب المتطرف ومساعدة النازحين والمهجرين كافة داخل البلاد، لأن هناك ما يزيد عن مليون شخص اليوم فقدوا مساكنهم». وقال ملادينوف: «نحن نشهد تياراً مقلقاً يستهدف الأقليات، ونحن قلقون أيضاً بشأن النساء والأطفال من النازحين، فالعراق يواجه تهديداً من داعش، لذا تجب مساعدة العراق في مواجهة الإرهاب»، مؤكداً على أهمية «تشكيل الحكومة بشكل عاجل والإسراع بإقرار موازنة 2014 وإجراء التعداد السكاني».
وكانت مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» شهدت نزوحاً جماعياً للسكان المسيحيين بعد 1500 سنة من وجودهم فيها، وذلك بعد بيان وزعه التنظيم خيرهم فيه بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية، أو مغادرة المدينة، أو التعرض للقتل. ومنذ يوم الجمعة بدأ مسلحو «الدولة الإسلامية» بتوزيع منشورات على المنازل المسيحية، وختم تلك المنازل بعبارة «عقارات الدولة الإسلامية» مع حرف «ن» إشارة إلى مصطلح «النصارى». وقالت مصادر مسلحة من داخل المدينة إن قيادات التنظيم كانت دعت وجهاء المدينة إلى اجتماع قبل أسبوع، لكن المسيحيين لم يرسلوا من يمثلهم إلى الاجتماع، ما أغضب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وشهدت مدينة السليمانية أمس احتفالات بعودة الرئيس جلال طالباني من رحلة علاج دامت أكثر من عام ونصف العام. وأعلن قباد طالباني، نجل الرئيس العراقي، أن إجراءات استقبال الرئيس في المطار اقتصرت على الدائرة العائلية.
ومازال طالباني يشغل منصب الرئيس حتى انتخاب رئيس جديد وسط خلافات داخل حزب «الاتحاد الوطني» حول الأسماء المرشحة لهذا المنصب وتمسك قيادات في الحزب، تتقدمهم زوجة طالباني هيرو إبراهيم، بترشيح فؤاد معصوم للمنصب، وإبعاد برهم صالح.