اوباما يقر غارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق

أعلن الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، أنه أقر شن غارات جوية محددة الأهداف ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق إذا استهدفوا مصالح الولايات المتحدة هناك.

وشدد اوباما على أن الولايات المتحدة ستتحرك لمنع وقوع إبادة جماعية للأقليات في العراق، لكنه أشار إلى أن بلده لن يرسل قوات مرة أخرى إلى هناك.

يأتي هذا بعدما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قره قوش، كبرى البلدات المسيحية في العراق، مما دفع السكان إلى الفرار. كما يأتي في أعقاب فرار كثيرين من الأقلية الايزيدية من منازلهم، واحتماء بعضهم بجبال قريبة بعد سيطرة التنظيم على بلدة سنجار حيث كانوا يقيمون.

وقال اوباما إن “الولايات المتحدة لا يمكنها ولا ينبغي لها أن تتدخل كلما وقعت أزمة في العالم”، مضيفا أن “بوسعنا التحرك، بحذر ومسؤولية، لمنع إبادة جماعية محتملة.”

ومضى قائلا إن “أمريكا تأتي اليوم للمساعدة”.

وأوضح أن الغارات الجوية الأمريكية سوف تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية إذا تحركوا باتجاه مدينة اربيل.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة بوسعها وينبغي لها أن تدعم القوى المعتدلة التي يمكن أن ترسي الاستقرار في العراق.

 

يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق شاسعة شمالي العراق

وقامت الولايات المتحدة بالفعل بعمليات إسقاط لمواد إغاثة إنسانية لعراقيين يواجهون تهديدا من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح مسؤول أمريكي أن الإمدادات أسقطت لأفراد من الطائفة الايزيدية خارج بلدة سنجار.

مناشدة

وفي وقت سابق، أدان مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، هجمات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، مناشدا المجتمع الدولي تقديم الدعم للعراق.

وعقب اجتماع المجلس، قال مارك ليال غرانت، سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إن “أعضاء مجلس الأمن يدعون المجتمع الدولي إلى دعم حكومة وشعب العراق، وبذل كل ما بوسعه لتخفيف معاناة السكان المتأثرين بالنزاع الحالي في العراق.”

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه “مصدوم بشدة” بسبب التقارير عن هجمات التنظيم.

 

نزح نحو ربع مسيحيي العراق بعد السيطرة على قره قوش

ويواصل تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على أراضي في شمال العراق منذ بدأ حملة هناك في يونيو/ حزيران. كما يسيطر التنظيم على مناطق في سوريا المجاورة.

ويقول التنظيم إنه أنشأ دولة إسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرته.

“كارثة”

ويسود اعتقاد بأن ما يصل إلى 100 ألف مسيحي هربوا، وأنهم تحركوا باتجاه إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي.

وعلى مدار أسابيع، ظلت قوات البيشمركة الكردية تتصدى لمحاولات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية التقدم في المنطقة المحيطة ببلدة قره قوش، لكن يبدو أن هذه القوات تخلت عن مواقعها مساء الأربعاء.

 

تراجعت أعداد المسيحيين في العراق بشدة منذ الغزو في 2003

وقال جوزيف توماس مطران الكنيسة الكلدانية في مدينة كركوك “إنها كارثة.. وضع مأساوي.. عشرات الآلاف من المرعوبين ينزحون.”

وروى شهود عيان في قره قوش أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية انتزعوا الصلبان من الكنائس وأضرموا النار في كتب دينية.

من جهته، ناشد البابا فرنسيس المجتمع الدولي بذل المزيد من أجل التعامل مع الأزمة.

وفي الشهر الماضي، هربت مئات العائلات المسيحية من مدينة الموصل المجاورة بعدما خيّرهم تنظيم الدولة الإسلامية بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية او القتل.

 

نزح عشرات الآلاف من الطائفة الايزيدية عن منازلهم

ويعتبر العراق موطنا لواحدة من أقدم الجماعات المسيحية. لكن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، تراجعت أعداد المسيحيين وسط العنف ذي الطابع الطائفي.

وثمة اعتقاد بأن نحو 50 ألف شخص من الطائفة الايزيدية عالقون في الجبال بعدما هربوا من بلدة سنجار في وقت سابق من الأسبوع. لكن الأمم المتحدة تقول إن بعضهم أنقذوا.

ونزح نحو 200 ألف شخص من بلدة سنجار، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ويواجه أولئك العالقون وسط الجبال خطر الجفاف. وتشير تقارير إلى أن 40 طفلا ماتوا بالفعل.

+ -
.