المالكي يتهم الرئيس العراقي بالانقلاب على الدستور

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه لن يتخلى عن محاولته للفوز بولاية ثالثة في الحكم واتهم رئيس البلاد فؤاد معصوم بخرق الدستور وذلك في كلمة متلفزة شديدة اللهجة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوتر في البلاد.

وقال المالكي “سأقدم اليوم شكوى رسمية ضد رئيس الجهورية في المحكمة الاتحادية العليا لانه خرق متعمد ستكون له تداعيات خطيرة على العراق وستدخل البلاد في نفق مظلم “، مضيفاً “ان التجاوز على الدستور يدعونا الى الحيطة والحذر لان تصرف رئيس الجمهورية هو انقلاب على الدستور”.

وتحدى المالكي دعوات السنة والأكراد وبعض الشيعة وإيران بالتنحي لافساح المجال أمام تولي شخصية أقل استقطابا يمكن أن توحد العراقيين ضد مقاتلي الدولة الإسلامية.

“خرق متعمد”

ونبه المالكي البرلمان ورئاسة الجمهورية والمحكمة الاتحادية لخطر التجاوز على الدستور في هذه المرحلة، مضيفاً أن الخرق المتعمد للدستور من قبل رئيس الجمهورية ستكون له عواقب وخيمة وتصرفه هو انقلاب على الدستور والسيادة.

وطالب من البرلمان مساءلة رئيس الجمهورية، كما دعا أبناء القوات المسلحة والمتطوعين “للوقوف بوجه تنظيم داعش والدواعش من السياسيين”.

من جهة ثانية، نفى رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري تقديم اسم اي مرشح لمنصب رئاسة الوزراء، مضيفاً أن المحادثات مستمرة في هذا الشأن وهو ما يتنافى مع ما نقلته مصادر قبل قليل.

وعلى صعيد متصل، قالت الشرطة العراقية إن قوات خاصة موالية للمالكي نشرت في مواقع استراتيجية في بغداد ليل الأحد بعد إلقائه الكلمة المتلفزة.

وأضافت الشرطة إن القوات انتشرت أيضا عند المداخل الرئيسية للعاصمة.

 

ميدانياً، تواصلت الغارات الجوية الأميركية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق أمس، ما ساعد قوات البيشمركة الكردية على استعادة بلدتين من قبضة «داعش»، في وقت قال وزير عراقي إن 500 من الإيزيديين قُتلوا ودُفن بعضهم أحياء، فيما بدأت بريطانيا بإرسال مساعدات إنسانية للمحتجزين في الجبال. وفي هذه الأثناء طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يزور بغداد وأربيل، العراقيين بتشكيل حكومة جامعة تمشياً مع الموقف الأميركي، وفي ظل أجواء متوترة في بغداد مع انتهاء المهلة الدستورية لتكليف الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للوزراء، بينما لا تزال كتلة نوري الماكي تتمسك بولاية ثالثة. (للمزيد)

وقالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية جديدة على أهداف لتنظيم «داعش» قرب أربيل، مشيرة في بيان الى إن الضربات التي شنتها طائرات من دون طيار ومقاتلات أميركية استهدفت حماية قوات البيشمركة التي تتصدى للمتشددين الإسلاميين قرب أربيل موقع القنصلية الأميركية ومركز العمليات العسكرية الأميركية-العراقية المشتركة. وقال وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري إن الأكراد استعادوا بلدتي الكوير ومخمور من أيدي «داعش». وأكدت مصادر رسمية عراقية كردية أن قوات البيشمركة تمكنت من استعادة هذه المناطق مستفيدة من الدعم الجوي الأميركي.

إلى ذلك، أوضح مصدر غربي لـ «الحياة» أن التنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا حول العراق جارٍ بشكل جيد وأن رئيس الأركان الخاص للرئيس الفرنسي الجنرال بوغا تحدث مع نظيره الأميركي، شارحاً أن الدور الفرنسي سيكون لوجيستياً من طائرات نقل وغيرها لمساندة المدنيين والأكراد. وشرح المصدر أن الولايات المتحدة كانت مترددة بالنسبة الى التدخل العسكري قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية ترضي السنة، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا تريد عودة المالكي وتتفق كلياً على هذه النقطة مع فرنسا التي لا ترى حلاً سياسياً في العراق مع بقاء المالكي في منصبه. وأضاف المصدر أن الأوضاع على الأرض أجبرت الجانب الأميركي على عدم الانتظار حتى تشكيل حكومة من دون المالكي، كما أن فرنسا والولايات المتحدة لا تريدان أن يستفيد المالكي من هذا التدخل لأن حلفاء الولايات المتحدة من الأتراك ودول الخليج تريد ضمانات بشأن هذا الموضوع.

وتمكن أكثر من 20 ألف شخص من الإيزيديين العراقيين، غالبيتهم نساء وأطفال، من الهروب بمساعدة قوات البيشمركة الكردية من جبل سنجار عبر سورية والعودة إلى إقليم كردستان الشمالي، كما أفادت مصادر رسمية أمس. وقال وزير حقوق الإنسان العراقي أمس إن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» قتلوا 500 على الأقل من الأقلية الإيزيدية في العراق خلال هجوم شنوه في شمال البلاد. وأضاف الوزير محمد شياع السوداني أن المسلحين دفنوا بعض الضحايا أحياء بما في ذلك عدد من النساء والأطفال وأسروا 300 امرأة. وقال «لدينا أدلة قاطعة حصلنا عليها من الإيزيديين الناجين من الموت وكذلك صور لمواقع الجرائم تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات داعش أعدمت ما لا يقل عن 500 من الإيزيديين بعد دخولها سنجار».

وفي لندن، أعلن ناطق باسم وزارة التنمية الدولية البريطانية أن بريطانيا بدأت منذ فجر أمس إلقاء مساعدات إنسانية إلى المدنيين المهددين بتقدم مقاتلي «الدولة الإسلامية» في شمال العراق. وقال المصدر نفسه إن أول طائرة ارسلها الجيش البريطاني غادرت المملكة المتحدة مساء السبت وقامت بإلقاء مواد غذائية وعبوات مياه إلى الأقلية الإيزيدية العالقة في جبال سنجار، موضحاً أن طائرة ثانية تلتها لاحقاً. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن إلقاء المواد الغذائية بالمظلات تم فجر أمس. وأقلعت طائرتا «هركوليس سي 130» من قاعدة سلاح الجو البريطاني في وسط انكلترا وهي تنقل مواد غذائية وخياماً وأجهزة لتنقية المياه ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية ويمكن أن تُستخدم أيضاً لشحن الهواتف النقالة.

 

+ -
.