وجهت مجموعة من قيادات سنّية شعبية في المحافظات العراقية السنية التي تشهد نزاعا مسلحا مع الحكومة العراقية ورقة الى رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي تبدي فيها استعدادها للمشاركة في الحكومة الجديدة وفق شروط.
وتشمل قائمة المطالب التي تلقت بي بي سي نسخة منها تشكيل الحكومة الجديدة وفق مبدأ التوازن في المؤسسات الأمنية والمدنية.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن طه محمد الحمدون الناطق الرسمي باسم جماعة الحراك الشعبي في محافظات سنية عراقية أن زعماء عشائر سنية ورجال دين في معقل السنة بالعراق مستعدون للانضمام إلى الحكومة الجديدة.
وقال البيان إنه يتعين على السلطات العراقية وقف القصف على المحافظات والمدن السنية وتأمين المعتقلين وايقاف الاعدامات وسحب الميليشيات من المدن.
كما طالب بأن تكون ادارة المحافظات السنية بيد اهلها عسكريا ومدنيا، واعادة تشكيل الجيش العراقي.
وحذر البيان من الذهاب الى توزيع المناصب الوزارية على حساب هذه المطالب.
ولم يتسنّ لبي بي سي التأكد من حجم تمثيل هذه الورقة لزعماء القبائل والقوى المسلحة السنية التي تقاتل الحكومة.
وتقول رويترز إن كسب اي حكومة جديدة لتأييد السنة الذين هيمنوا على الساحة السياسية في عهد صدام والذي جرى تهميشهم خلال ولاية المالكي سيكون أمرا بالغ الأهمية لأي جهود لاحتواء الصراع الطائفي الذي يشهد أعمال خطف وقتل وتفجيرات بصورة يومية
فرصة نادرة
كان المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني قال ان التغيير السياسي الذي تشهده البلاد قد يشكل فرصة نادرة لحل المشاكل الامنية والسياسية في العراق.
وحث السيستاني النواب العراقيين على الايفاء بما سماها المسؤوليات التاريخية التي تواجه البرلمان العراقي. كما حثهم على التعاون مع رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي من أجل تشكيل حكومة جديدة للبلاد.
وكان قرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المنتهية ولايته التنازل عن الترشيح لصالح رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي محل اشادة دولية واسعة.
وقالت الادارة الامريكية إن من شأن هذه الخطوة توحيد العراقيين في وجه تهديد تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على أجزاء واسعة من شمال وغرب العراق.
وعبر الرئيس أوباما عن الامل في أن يتمكن العراق تحت قيادة رئيس الوزراء العراقي الجديد من محاربة المتشددين.
اضغط
null
وأضاف أن حكومته ستواصل دعمها للعراق في هذه المعركة.
ورحب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس بقرار المالكي التنحي عن منصبه وبتعهده دعم خلفه العبادي.
وقال المكتب الاعلامي لبان في بيان “يتطلع (بان) إلى التشكيل السريع لحكومة موسعة وشاملة”.
وحض الأمين العام العبادي على تشكيل حكومة شاملة ذات قاعدة عريضة تكون على استعداد لمعالجة القضايا الملحة في البلاد.
وجاء إعلان المالكي التنازل في خطاب متلفز بثته قناة العراقية شبه الرسمية وتعهد فيه بتقديم الدعم لخلفه.
تنازل
وأعلن المالكي تنازله عن الدعوى التي أقامها أمام المحكمة الاتحادية للطعن في عدم تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة.
وأكد المالكي “أن الشعب انتخبه وانه لا يتنازل عن حقه الدستوري ولكن خطوته هذه هي حفظا للدماء وللعملية السياسية.”
وأكد ايضا “أنه سيكون داعما وعضدا “لاخيه” حيدر العبادي،” و “أن القوة ليست أسلوبا” على حد تعبيره.
وقال “إننا زعماء للعملية السياسية ولست متشبثا بالسلطة.”
“مجموعة دعم”تتعرض أقليات كثيرة للاضطهاد ومنهم المسيحيون والإيزيديون
من جانب آخر، قال مسؤول في الاتحاد الاوروبي إن الاتحاد يأمل في تشكيل “مجموعة دعم” تضم دول شرق أوسطية بما فيها إيران لمساعدة العراق على مواجهة تهديد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، حسبما افاد مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي يوم الخميس.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي سيعقدون محادثات طارئة بشأن أزمة العراق في بروكسل يوم الجمعة وسيبحثون كيف “يمكنهم (بالتعاون) مع دول المنطقة تشكيل مجموعة دعم بهيئة ما من أجل العراق.”
وأشار إلى أن المجموعة قد تضم السعودية ودولا خليجية أخرى والأردن ولبنان وتركيا ومصر وإيران ودول اخرى.
وقال المسؤول “من المهم حشد الجميع ضد الدولة الإسلامية لانه يجب ألا ينظر إلى الأمر على انه مواجهة بين الدول الغربية والدولة الإسلامية. يجب ان تكون بكل وضوح مواجهة بين الدولة الإسلامية وكل دول المنطقة.”
ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى تبادل المعلومات بشأن تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك تمويله و”معرفة ما اذا كان في وسعنا جميعا المضي قدما ومحاولة ايجاد وسيلة ليس لوقف الهجوم الحالي لتنظيم الدولة الإسلامية بل لمحاولة صده أيضا.”
ولم يذكر المسؤول أي تفاصيل عن الكيفية التي سيتم من خلالها صد مقاتلي الدولة الإسلامية لكن لا توجد رغبة تذكر بين حكومات الاتحاد الأوروبي للانضمام إلى الولايات المتحدة في شن ضربات عسكرية ضد المتشددين.
وكان الرئيس العراقي المنتخب فؤاد معصوم قد كلف الاثنين الماضي حيدر العبادي – وهو قيادي في حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي – بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهي خطوة وصفها المالكي بأنها تمثل تجاوزا للدستور.
الا ان الولايات المتحدة وايران عبرتا عن دعمهما للعبادي، كما اصدر المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني كتابا المح فيه الى ضرورة تنحي المالكي.