بسم الله الرحمن الرحيم
باب في الوعظ – من ابن الجولان *
اخواني تذكروا اليوم الموعود وعرضكم على النار ذات الوقود والوقوف بين بدي الشاهد والمشهود اما ان لكم ان تفيقوا من سكرة الصدود وتنهلوا الماء العذب المورود. اخواني اعلموا انكم على ربكم قادمون ولأعمالكم ملاقون وعلى ما فرطتم به من الطاعات نادمون .أفأنتم نائمون. ام عما يراد بكم يوم القيامة غافلون . اما ان لكم من نوم الجهالة تستيقظون .اما والله انكم عما قليل راحلون. وعلى ربكم ستعرضون. وبما اكتسبتم من السيئات والحسنات مطالبون .وسوف تشهد عليكم اياديكم بما كنتم تعملون .ذلك يوم ينادي فيه المنادي وانتم تسمعون . هذا يومكم الذي كنتم به تكذبون يوم يفوز به العاملون المحسنون.ويخسر المبطلون المسيئون .يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وعمل اعمال المفلحين . وانتم مع ذلك بأيام المهلة تستهزئون .ترقبوا الصيحة انها تأتي بغتة وانتم لا تعلمون .فاحذروا ان تخسر صفقتكم وتصبحوا مغبونون .اخواني اما بعد فقد قرب حلول الميقات .وايام المهلة قد مضى الكثير منها وفات .وان الرجوع الى رب الارض والسموات .اخواني بادروا بالتوبة قبل دنو الاجل .وفوات الامل وغلق الباب ولا يقبل لاحد بعده عمل ولا متاب .
وقيل شعرا
الهي اني تائب اليك ايب لتغفر يا مولاي ذنبي وترحم
الهي اليك الملتجأ وبك الرجاء وانت الذي تبري العليل وتسقم
فاغفر لي يا ربي وامحو خطيئتي واشفي سقامي انت تعطي وتحرم
فاني بخير الخلق مستشفع غدا فعافني وسامح واعفو والطف وارحم
فسامحني يا خالقي ثم اعني وجد بالرضى يا ربي انك منعم
وانك جواد كريم وغافر رؤوف رحيم شاف لمن تألموا
من قلب محب مع التواضع
_____________________________________
* ابن الجولان: اسم مستعار
يا واعظ,
لقد سئمت البشريه على مر ألفي عام المتاجره بالدين ! وخاصة في هذه الفتره الحرجه من التاريخ !
ولكنني سأرفع الكف عن الأرض وسأدخل هذا المستنقع الموحل علي أساعدكم.
كل سطر من وعظك أعلاه يحوي مفرده أو أكثر من كلمات التهديد والوعيد, حتى يخيل للقارئ بأن قوه عليا قامت بتوكيلك لأعلامنا بهذه النهايه التراجيديه التي تنتظر كل من لا يتبعك ..
سأرد عليك بالعقل ومواجهة ما وراء العقل :
حيث يؤمن أبو العلاء المعري بالعقل ويتخذه نبيا ، وينادى في اللزوميات ويقول:
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء
فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء
إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء
ويقول المعري أيضاً :
ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا
ويقول المعري في اللزوميات :
قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ
زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا
هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ
ويخاطب الله قائلا :
أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟
وزعمت أن لنا معــادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين
ويخاطب الله متسائلا :
إن كان لا يحظى برزقك عاقــل وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى من ما يشتهي فتزندقا
وقال الفيلسوف نيتشه :
“من بين كل ما كتب: لا أحب سوى ما كتبه الانسان بدمه.
إذا ما مُتُّ يا أختاه فلا تجعلي أحد القساوسة يتلو علي بعض الترهات في لحظة لا أستطيع فيها الدفاع عن نفسي … ”
كلنا نعرف أن الدين موروث عن الآباء. فالأغلبية الساحقة من أبناء المسلمين مسلمين والأغلبية الساحقة من أبناء المسيحيين مسيحيين والأغلبية الساحقة من أبناء اليهود يهود وهلم جراً.
وهنا ينبع السؤال: كيف يمكن لإله عادل أن يحاسبنا على ديننا ونحن نرثه عن آبائنا؟ كيف يمكن لإله عادل أن يرسل أبناء مدينة بأكملها إلى النار فقط لأن الدين الصحيح – إياً كان – لم يصل بجنوده وسيوفه ومدافعه ومذابحه إليها؟
إذا نظرنا إلى خريطة للديانات في العالم سنجد أن الدين موزع توزيع جغرافي بحت – فليس موزع بتوزيع العقول المستنيرة. فحب الفرنسيين للحقيقة والمعرفة لا يختلف عن حبنا. ولليابانيين عقول لا تنقص عن عقولنا. فكيف ندعي أننا نحن على الحق وهم في ضلال مبين؟ كيف نجرؤ أن ندعي أن زعراننا وبلطجيتنا بإسلامهم الموروث عن آبائهم أذكى وأرشد من علماء وحكماء سائر العالم الذين ورثوا ديانات ومعتقدات أخرى؟ وكيف يمكن لإله عادل أن يكافئ هذا ويعاقب ذاك؟
ربما على القرآن أن يستعمل “يا من ولدوا لأبوين مسلمين” بدلا من “يا أولي الألباب”. فالألباب لا علاقة لها بالدين.
قال فولتير :
“ليس قساوستنا على مستوى الإعتقاد الباطل الذي يعتقده الناس فيهم: فإن سرعتنا في التصديق هي التي تصنع ما عندهم من علوم. “, ” وجد الدين عندما التقى أول مخادع بأول غبي!.”
إن أكثر مفهوم مناف للعقل حلم به الإنسان مطلقاً، هو المفهوم الذي يقول أن الله الخالق ، و المكون والمهيمن على العالم كله، يريد عبادة سُكّرية عذبة من مخلوقاته، و انه يمكن أن يهتز ويغير رايه بتأثير صلاة المصلين، و أنه قد يصبح نكداً سيء الطباع.
“روبرت أ هينلين”
يا واعظ, يا مجهول,
كل ما قاله الفلاسفه والعلماء الوارده أسمائهم أدناه في موضوع الدين تمثلني, وأنت لا تمثلني بتاتاً :
“فرانك زابا”, “فولتير “, “سيغموند فرويد”, “روبرت أ هينلين”, “كانت”, “ستيفن هاوكن”, “ستيفت وينبرغ”, “روبرت إنغرسول”, “نابليون بونابرت”, “جوديث هاي”, ” السير دايفد ستيفن”, “مايكل ستانون”, “إد مارتن”, “روبرت ج. إنغرسول”, “جورج كارلين”, “بل هيكز”, “ألبرت أنشتين”, “دبل يو. سي. فيليدس”, “هـ . ل. مينكن”, “ريتش رودريكيز”, ” أندرو سيمبسون”, “ريتشارد فان هاريس”, “براون إيمانويل غوتتيريز “, “ريتش رودريكيز”, “جين رودنبيري”, “جان بول سارتر”, “بنيتو دوكا موسوليني”, “نيتشه”, “أبو العلاء المعري”, “عبد الله القصيمي”, “نزار قباني”, “الطبيب أبو بكر الرازي”, “ابن الرويندي”, “أبو عيسى الوراق”, “الشاعر ديك الجن”, “الفيلسوف ابن رشد”, “الكاتب المصري اسماعيل أدهم”, “الكاتب الفلسطيني ادوارد سعيد”, “الكاتب اللبناني جبران خليل جبران”, “الإخصائية النفسية وفاء سلطان”, “الداعية السابق عباس”, “عبد النور”, “الكاتب المصري سيد القمني”, “الكاتب السوري نبيل فياض” …..
هذا زمنك يا ملحد افندي فاسرح وامرح وحلل الأمور على كيفك ولكن حبذا لو انك لا تشاركنا أفكارك الشخصيه المعريية **** لأنك لا تمثل الا قلة قليلة من أمثالك