بمشاركة جولانية كبيرة، ودع الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم ،إلى مثواه الأخير في قرية الرامة في الجليل، في مسيرة جنائزية تليق بعظماء الأمة وكبارها… سميح القاسم كان حاضرا بروحه وصوته وصوره التي غطت المكان.
جميع من أحب كان هناك في نظرة الوداع الأخيرة..رجال دين وفكر وسياسة وصحافة، جميعهم كانوا هناك… أطفال غنوا أشعاره ، وكبار سن بكوا أحزانه، ونساء لبسوا السواد حداداً على رحيل صوته الذي ناصرهن موقفاً وكلمة وقصيدة…
اليوم استطاع سميح القاسم المُسجى أمامنا الان …ان يجمع الجولان رغم جراحه البالغة، واستطاع ان يجمع الفلسطينيين بكل طوائفهم ومللهم وانتماءاتهم… دروزا ومسيحيين ومسلمين ويهودا حول نعشه الذي يفوح عطراً فلسطينياً خاصاً يدعو للحرية، للسلام، للامان، لحب الأخر وتقبل الرأي الأخر…
من الجولان السوري المحتل كانوا هناك.. شيباً وشباباً، نساءً واطفالاً، موالاة ومعارضة.. رجالات الحركة الوطنية السورية في الجولان المحتل الذين عايشوا القاسم، تجربة وحياة ومسيرة نضالية.. جميعهم كانوا هناك اليوم.. شيوخاً روحانيين وزمانيين.. كانوا هناك تحت سقف القصيدة.. تحت سقف فلسطين الأرض والإنسان.. تحت الراية التي حملها سميح القاسم خلال أكثر من خمسة وسبعون عاما من رحلة الذاكرة الفلسطينية.. هنا كان أحفاد وورثة الأسطورة الجولانية التي قال عنها القاسم يوماً: “الجولان.. انها ملحمة صمود وتصدي”…
وداعاً سميح القاسم.. هي كلمات خرجت مجروحة من صدور الجولانيين الذين أحبوك.. وعشقوك صوتا وقصيدة وموقفاً.. تفتقدك بيوتهم.. وتفتقدك شوارع الجولان وأزقته التي تغنيت بها طويلا.. يفتقدك رفاق دربك من رعيل الحركة الوطنية الأولى، وورثتهم في معركة الصمود والتصدي.. سيفتقدك سجناء الجولان وشهداؤه حين تزف ساعتهم.. تفتقدك عيوننا يا ابو وطن… لن نبكيك بعد… فقد جفت دموعنا حزناً وموتاً قاهراً على أرواح السوريين الذين يسقطون على مذبح الحرية التي ناديت بها لجعل اوطاننا ملاجئ امن وامان تحمينا من هول العواصف الاتية…. سميح القاسم نفتقدك كثيراً في جولانك الذي احببت وعشقت وغنيت… سميح القاسم من الجولان السوري المحتل وداعاً…