مصر والإمارات “وراء الغارات على الإسلاميين في ليبيا”

يقول مسؤولون أمريكيون إن مصر والإمارات العربية كانتا وراء الغارات الجوية التي شنت في ليبيا في الأسبوع الماضي مستهدفة إسلاميين متشددين يتقاتلون من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى لبي بي سي إن الولايات المتحدة لم تستشر بشأن الهجمات، وإنها فوجئت بها.

وأفادت تقارير بأن الغارات الجوية في طرابلس نفذتها طائرات إماراتية مستخدمة قواعد عسكرية في مصر.

ونفت السلطات المصرية ضلوعها في الغارات. ولم يرد أي تصريح مباشر من الإمارات.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله – خلال لقائه الأحد مع رؤساء تحرير الصحف المصرية – “لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن”.

وأضاف السيسي أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا و”لم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية. فقواتنا داخل أراضينا.”

وأوضح السيسي – وفق الوكالة – أن مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا، مشيرا إلى أن بلاده تجري مشاورات حول سبل تحقيق الاستقرار فيها.

وكانت واشنطن وأربعة من حلفائها الأوروبيين انتقدوا ما وصفوه بالتدخل الخارجي في ليبيا.

وكان تحالف مليشيات سيطر مؤخرا على المطار الدولي في العاصمة طرابلس بعد معركة تواصلت لمدة شهر.

“استخدام أسلحة أمريكية”

وقال المسؤول الأمريكي لبي بي سي إن بلاده قلقة بشأن أن تكون أسلحة أمريكية استخدمت في تلك الغارات، في انتهاك للاتفاقات التي بيعت بناء عليها تلك الأسلحة.

 

وكانت طائرات مجهولة الهوية هاجمت مواقع في ليبيا مرتين خلال الأسبوع الماضي بينما كانت معركة السيطرة على مطار طرابلس دائرة بين مليشيات إسلامية وأخرى وطنية.

وقال تقرير في نيويورك تايمز الاثنين إن الإمارات وفرت الطائرات الحربية، وطائرات التمويل الجوي والأطقم، بينما سهلت مصر سبل الوصول إلى قواعدها الجوية.

ولم يرد أي تعليق حتى الآن من دولة الإمارات العربية على ما قاله المسؤولون الأمريكيون.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول إماراتي قوله إن بلاده “ليس لديها رد” على هذه التقارير.

لكن افتتاحية لصحيفة الخليج الإماراتية اليومية – التي تعرف بصلتها الوثيقة بالسلطات – قالت الثلاثاء إن ليبيا أصبحت “مرتعا للإرهاب، مهددة بالخطر نفسها، وبلدنا إقليمية مجاورة”.

وكان وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، انتقد أوائل هذا الأسبوع الاتهامات التي قالت بضلوع الإمارات في الغارات الجوية على ليبيا، التي أوردتها نيويورك تايمز الأمريكية، وقوات إسلامية في ليبيا.

 

تمكنت مليشيات إسلامية من السيطرة على مطار طرابلس بعد معركة استمرت شهرا.

وكتب قرقاش على موقع تويتر يقول إن محاولات توريط الإمارات في الشؤون الليبية تهدف إلى “الهروب من مواجهة نتائج انتخابات يونيو/حزيران”، التي حل فيها برلمان جديد محل المؤتمر الوطني العام – الذي تسيطر عليه غالبية إسلامية – وهو هيئة سياسية انتقالية.

وقد أصدرت الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا الاثنين بيانا مشتركا ينددون فيه “بالتدخل الخارجي” في ليبيا التي قال البيان إنها “تفاقمت فيها الانقسامات التي تعيق الانتقال الديمقراطي الليبي”.

وتقول مراسلة بي بي سي، باربرا بليت أشر في واشنطن، إن الغارات الجوية كشفت ساحة قتال أخرى في الصراع الإقليمي من أجل السلطة بين مستبدين عرب، وحركات إسلامية.

وكانت قطر مدت قوات إسلامية في ليبيا، وفي أماكن أخرى، – بحسب ما تقول المراسلة – بالسلاح والمال، بينما تسعى مصر، والإمارات، مع السعودية، إلى وقف تقدم الإسلاميين.

+ -
.