خول الرئيس الامريكي باراك اوباما الطيران الحربي الامريكي القيام بمهمات رقابة في الاجواء السورية لجمع معلومات استخبارية عن نشاطات تنظيم “الدولة الاسلامية.”
ويقول مراسلون إن هذا الاجراء قد يعتبر مقدمة لشن الولايات المتحدة ضربات جوية داخل سوريا التي يسيطر الجهاديون فيها على مساحات كبيرة من الاراضي، وذلك على غرار ما يقوم به الامريكيون في العراق.
وكانت الحكومة السورية قد اعلنت امس الاثنين انها على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة “الدولة الاسلامية.”
وما زالت الحكومات الغربية متمسكة بموقفها في الامتناع عن التعاون مع حكومة الرئيس بشار الاسد لمواجهة التهديد الاقليمي الذي يمثله تمدد تنظيم “الدولة الاسلامية.”
وما لبث الغرب يطالب الرئيس الاسد بالتخلي عن السلطة منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظامه قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، والتي يقدر ان اكثر من 191 الف شخص قد قتلوا فيها.
“إعداد الخيارات”
وقال مسؤولون امريكيون مساء الاثنين إن الرئيس اوباما خول الطيران الامريكي بتسيير مهمات مراقبة باستخدام الطائرات المسيرة والعادية بما فيها طائرات U2 التجسسية.
ونقلت وكالة اسوشييتيد برس في وقت لاحق عن مسؤول امريكي قوله إن هذه المهمات قد بدأت بالفعل.
يذكر ان الولايات المتحدة سبق لها ان سيرت مهمات من هذا النوع في الاجواء العراقية لتتبع تحركات تنظيم “الدولة الاسلامية” منذ عدة شهور، وبدأت بشن ضربات جوية على قوات التنظيم قبل اسبوعين.
وكان الرئيس اوباما مترددا في التدخل عسكريا في سوريا، ولكن يبدو ان مسؤولين في وزارة الدفاع نجحوا في اقناعه بأن السبيل الوحيد الكفيل بالقضاء على التهديد الذي يمثله تنظيم “الدولة الاسلامية” يتمثل في مطاردته في الاراضي السورية.
وقال ناطق باسم الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية، إن وزارة الدفاع “تعكف على اعداد الخيارات المتوفرة لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا باستخدام مختلف الادوات العسكرية بما فيها الضربات الجوية.”
وتشير التقارير الى ان هذه الخيارات تشمل استهداف قادة التنظيم في مدينة الرقة السورية ومحيطها وكذلك قرب الحدود السورية العراقية.
وكان تنظيم “الدولة الاسلامية” قد نشر الاسبوع الماضي شريطا لاعدام الصحفي الامريكي المختطف جيمس فولي من جانب عناصر التنظيم. وهددت “الدولة الاسلامية” في الشريط باعدام مواطنين امريكيين آخرين تحتفظ بهم ردا على الضربات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي الامريكي في العراق.
وتبين لاحق ان القوات الخاصة الامريكية حاولت انقاذ الرهائن الامريكيين في وقت سابق من شهر يوليو / تموز الماضي، ولكن العملية باءت بالفشل لعدم تمكن القوة المهاجمة من العثور عليهم.
“مستعدون للتعاون”
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في ادارة الرئيس اوباما قوله إن الولايات المتحدة لا تنوي التعاون مع حكومة الرئيس الاسد او احاطتها علما بمخططها مسبقا.
وقال المسؤول، وهو بن رودس نائب مستشارة الامن القومي، “في هذه الحالة، عدو عدوي ليس صديقي، إذ سيكون من شأن التحالف مع الاسد خلق عداء دائم مع سنة العراق وسوريا الذين نحتاج الى عونهم لدحر تنظيم الدولة الاسلامية.”
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال الاثنين إن حكومته “مستعدة للتعاون والتنسيق على المستويين الاقليمي والدولي لمحاربة الارهاب.”
ولكن المعلم حذر من ان اي عمل عسكري قد يتخذه الامريكيون من جانب واحد ستعتبره دمشق انتهاكا للسيادة السورية وعملا عدوانيا.
الا ان الجيش السوري الحر المعارض الذي يحارب “الدولة الاسلامية” في مواقع عديدة في سوريا قال إن قادته الميدانيين على استعداد للتنسيق مع الامريكيين.