رحب الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بنتائج استطلاعات الرأي والتي اشارت إلى تحقيق الأحزاب المؤيدة للغرب فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية.
واشارت تلك الاستطلاعات، والتي تقيس آراء الناخبين عقب ادلائهم باصواتهم، إلى فوز الأحزاب الأوكرانية الموالية للغرب، في الانتخابات البرلمانية الأولى في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق، فيكتور يانوكوفيتش، في فبراير/شباط الماضي.
ويجري حاليا فرز الأصوات، إذ يتوقع تصدر كتلة الرئيس الحالي، بيترو بوروشينكو. في حين يأتي حزب الجبهة الشعبية، الذي يتزعمه رئيس الوزراء، أرسيني ياتسينيوك، في المركز الثاني بفارق قليل من الأصوات.
ودعا بوروشينكو لإجراء انتخابات مبكرة في محاولة لوضع أوكرانيا على الطريق الجديد بعد الإطاحة بالقادة الموالين لروسيا.
ولم يصوت حوالي ثلاثة ملايين أوكراني في منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي البلاد. وينوي الموالون لروسيا في المنطقتين إجراء انتخابات منفصلة الشهر القادم.
كذلك لم يشارك حوالي 1.8 مليون شخص، هم سكان شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس/آذار الماضي.
ويتزامن التصويت مع أزمة طاقة في البلاد، إذ منعت روسيا عن أوكرانيا إمدادات الغاز منذ يونيو/حزيران الماضي، بعد خلاف على سداد مستحقات متأخرة.
ويواجه الاقتصاد الأوكراني خطر الانهيار، إذ يتوقع أن ينخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة سبعة إلى عشرة في المئة هذا العام.
ونشر استطلاعان لما بعد التصويت فور انتهاء مدة الاقتراع، وأظهرا تقدم كتلة بوروشينكو بنسبة 23 في المئة، وتضم حزب التضامن بزعامة بوروشينكو، وحزب أودار بزعامة الملاكم السابق، فيتالي كليتشكو.
وقال الرئيس الأوكراني في تغريدة عبر موقع تويتر “جرت الانتخابات الديمقراطية للبرلمان الأوكراني. أهنئ الأوكرانيين”.
كما أظهرت الاستطلاعات تفوق حزب الجبهة الشعبية، بزعامة ياتسينيوك، بشكل غير متوقع، إذ حصل على ما يقرب من 21 في المئة من الأصوات.
وحل حزب مساعدة الذات، ومقره غرب أوكرانيا، في المركز الثالث بنسبة 13 في المئة من الأصوات.
ويقول المراسلون إن الأحزاب الثلاثة موالون متشددون للغرب، ومن المفترض أن يوفر ذلك فرصة قوية لبوروشينكو لتحقيق بعض الإصلاحات الديمقراطية والتخطيط لإنهاء الصراع في شرق البلاد.
كما تظهر الاستطلاعات احتمال وصول أربعة أحزاب أخرى إلى البرلمان، بعد تخطيها نسبة خمسة في المئة من الأصوات. ومن بين هذه الأحزاب، كتلة المعارضة التي كونها الموالون للرئيس السابق، يانوكوفيتش.
وقال رئيس كتلة المعارضة، يوري بويكو، إن هذه الانتخابات هي الأقذر في تاريخ البلاد.
وسوف ينتخب 198 نائبا، من مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 مقعدا، بالنظام الفردي في الدوائر الانتخابية المختلفة، فيما عدا 27 دائرة في شبه جزيرة القرم والمناطق التي فرض الانفصاليون سيطرتهم عليها، وهو ما يزيد الأمر تعقيدا.
ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية الأولية يوم الإثنين.
حزب الإنترنت الأوكراني، بزعامة دارث فادير، هو أحد الأحزاب الـ 29 المشاركة في الانتخابات
الرئيس الأوكراني في طائرة عسكرية
زار الرئيس الأوكراني المنطقة التي استردتها أوكرانيا في شرق البلاد، للتأكيد على حق أفراد القوات في التصويت
المراقبون “قلقون”
وقالت لجنة الانتخابات المركزية إن نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت 40 في المئة بقليل، وذلك قبل أربع ساعات من إغلاق لجان الاقتراع.
وكان بوروشينكو قد زار في بداية اليوم مدينة كراماتورسك، في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، والتي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من أيدي الانفصاليين.
وقال أثناء الزيارة: “جئت هنا أدافع عن الحقوق الانتخابية لأفراد القوات. واليوم، على الأرض التي حررها أفراد القوات الأوكرانية، يصوتون من أجل المستقبل الأوروبي لبلادنا”.
وأعرب المراقبون الدوليون عن “قلقهم البالغ” بشأن تأثير العنف الدائر في شرق البلاد على الانتخابات.
وقال رئيس بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، النائب في البرلمان السويدي، كنت هاشتيد، إن هذه الانتخابات هي الأصعب من بين كل الانتخابات التي راقبها.
كما أعرب عن قلقه من صعوبة الوصول إلى مئات الآلاف من السكان المهجرين في شرق أوكرانيا، لكنه قال إنه يأمل في أن تكون الانتخابات نقطة تحول.
كما تواجد أفراد البعثة الأوروبية في موسكو لمراقبة عملية تصويت حوالي مليوني أو ثلاثة ملايين أوكراني من المقيمين في روسيا.
أفراد القوات الأوكرانية يعدون صاروخ
يستمر الصراع بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية في شرق البلاد، مما أثار قلق المراقبين بشأن تأثير الصراع على الانتخابات
وأدلى بوروشينكو بصوته في العاصمة الأوكرانية كييف، وقال في تغريدة: “صوتت لأجل أوكرانيا موحدة، وغير مقسمة، وأوروبية”.
وكان الرئيس السابق، يانوكوفيتش، قد غادر البلاد في فبراير/شباط الماضي، بعد موجة من الاحتجاجات الموالية للغرب في كييف، والتي تأججت بعد رفضه توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتأجج الصراع في شرق أوكرانيا بعد الإطاحة بيانوكوفيتش، وسيطر الانفصاليون على المباني الحكومية، وبدأت موجة التمرد في أبريل/نيسان الماضي.
وقتل 3,700 شخصا على الأقل منذ بداية الصراع، من بينهم 300 قتلوا بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الجمعة للمرة الأولى إن روسيا ساعدت يانوكوفيتش على مغادرة البلاد.