الجيش اللبناني أصدر بيانا قال فيه إن وحداته استعادت السيطرة على المنطقة.
يسود الهدوء مدينة طرابلس اللبنانية الشمالية بعد يومين من الاشتباكات بين قوات الجيش وإسلاميين مسلحين، في أسوأ قتال يشهده لبنان بعد اندلاع الصراع في سوريا المجاورة.
وقال مسؤولون أمنيون وسياسيون إن الجيش استعاد السيطرة على المنطقة بعد معركة قتل فيها 11 جنديا، وثمانية مدنيين.
وقد ساد الهدوء صباح الاثنين بعد اشتباكات احتدمت الليلة الماضية بين الجيش والمسلحين في المناطق المحيطة بطرابلس، التي شهدت قتالا مرتبطا بالصراع في سوريا عدة مرات خلال السنوات الثلاث الماضية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سمير جسر، وهو سياسي من طرابلس قوله “انتهت العملية، وأخذ الجيش في دخول المناطق التي كان يتحصن فيها المسلحون لتمشيطها”.
بيان للجيش
وقال الجيش في بيان له إن وحداته “تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات “الإرهابية” المسلحة في منطقة باب التبانة، حيث اعتقلت عدداً منهم”.
وتمكن آخرون – بحسب البيان – من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعد زرع عبوات وتفخيخ بعض المباني، خاصة في محيط مسجد عبدالله بن مسعود، حيث يعمل الجيش على تفكيكها.
وأعلن بيان الجيش العثور على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات.
ونفى الجيش التوصل إلى أي تسوية مع المسلحين.
وتتضمن المناطق التي استعاد الجيش سيطرته عليها الاثنين، مسجدا كان يستخدمه المسلحون قاعدة في باب التبانة في طرابلس.
وكان قد سمح للمدنيين في وقت سابق بمغادرة المنطقة بناء على وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية طالب به زعماء السنة في المدينة.
وأعقب ذلك قتال لوقت قصير في الوقت الذي دخل فيه الجنود المنطقة وأخذوا في تمشيطها.
ولم تتضح بعدها الوجهة التي توجه إليها المسلحون. وقالت مصادر أمنية إن بعضهم ربما ترك المنطقة مع المدنيين.
وقعت اشتباكات في مناطق أخرى من الشمال اللبناني، قرب بلدات المنيا، وبهانين، حيث قتل جنديان على الأقل في كمين.
واستخدم الجيش اللبناني طائرات الهليكوبتر المقاتلة لقصف مواقع المسلحين لأول مرة منذ سنوات.
عرسال
وكان متمردون إسلاميون مرتبطون بجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية قد شنوا في أوائل أغسطس/آب غارة على بلدة عرسال الحدودية واحتجزوا 20 جنديا، أعدموا منهم ثلاثة.
وقد فجرت الأزمة السورية فوضى لم يشهدها لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية فيه فيما بين 1975 و1990. ونشبت اشتباكات عدة مرات في طرابلس بعد الانتفاضة السورية في 2011.
وأدت الحرب في سوريا إلى انقسام في جارتها لبنان، بين السنة الذين يؤيدون المتمردين والمسلحين، والشيعة الذين يساندون الرئيس السوري بشار الأسد.
وأدى الصراع السياسي إلى خلاف لم تستطع القوى السياسية معه انتخاب رئيس للبلاد، وظل المنصب شاغرا منذ فبراير/شباط عندما انتهت مدة ولاية الرئيس ميشال سليمان