استقرت بالأمس يمامة بين دفتي نافذتي، وشوشت روحي قائلةً :..
كُفي عن انتظار الغريب فليس بعائد.. لملمي أطراف جلبابك العتيق وابتعدي، جففي عن وجنتيك مطر الدموع المالحة وأمض،
احزمي أمتعة انتظارك وارحلي عن ذكراه .. !!
لا مُحبا في باله لك فسحة.. ولا بقلبهِ ركن لك أيضاً ..
ومن انت بشاريةٍ!!!! باع هواك منذ زمن، باحثا له عن حسناء جديدة…
جاوبت اليمامة البيضاء….بحق ريشاتك.. كُفي!!
بحق زرقة سمائك..
بحق غصن الزيزفون
وشجرة الليمون.. بحق سمرة سنابل قمحكِ
…كُفي.. كُفي
عن طعن الروح بهمسك الجارح
أولا تدرين باني نذرت روحي لعشقه منذ الأزل؟؟؟
أولا تدرين بأني سأبقى على قيد أمل؟!
أولا تدرين باني باقية على حبه حتى يوافيني الاجل؟!
وإنْ ما نزفت عيناي على غيابه من الدمع جمعته قطرة قطرة لأغسل بها أقدامه إن عاد.. ؟
واني سأحبك من شعري ظفيرة يزين بها جدران عزلته إن عاد؟
و سأقطف الزعفران والجوري.. لانثره على درب عودته الي.. إن عاد..
وإن سال دمٍ من يداي..!
سأكتب له بدمي تلك القصيدة..
قصيدة العذراء التي أحبت حتى أنهكها الحب وأظناها.. وأرداها..
وإن عاد!!! وإن عاد يا طير السلام.
سأقبل فاهه ألفا، وساحتضنه في اليوم شهرين من الحنين لصدره
وسأعري جسدي للشمس وأتعمد بنورها إمتنان..
وساغتسل بماء الورد احتفاء بجسده، احتفاء برجولته، احتفاء بفحولته..
وإني سانغمس بجسده كالعسل في الحليب الدافئ..
وسأذوب بين راحتي يديه… ليعجنني، ليلفني.. ليقتحم مدن الغربة فيني ليحرر فراشات النشوة من سجنها..
وإن كان يوما من الأيام أحبني بحق يا عصفورة الجنة.. سيعود..
فأمض بدربك انت وابتعدي.. لأني انا باقية لرجل العالمين قيد انتظار..
ما دام في هذا القلب بعض من
النبض..