تكثر الإصابة بنزلات البرد مع قدوم فصل الشتاء، وتشمل الأعراض المعتادة رشح الأنف واحتقان الحلق والسعال والصداع وبحة الصوت والشعور بالتعب والإرهاق, ولمحاربة هذه الأعراض يجب عدم اللجوء فورا إلى تناول الأدوية والعقاقير، ولكن هناك بعض الوصفات والأسلحة المنزلية البسيطة التي تعمل على التخفيف من حدتها.
وتستمر نزلات البرد في أغلب الاحيان حوالي ستة أيام, وتكون مزعجة للغاية, وتعتبر مصطلحا عاما يضم العديد من الأعراض التي تكون مصاحبة لحالات العدوى في المسالك التنفسية العلوية.
وينصح الطبيب الألماني هانز ميشيل مولينفيلد بعدم اللجوء إلى الأدوية والعقاقير على الفور للتخلص من متاعب نزلات البرد، ولكن ينبغي اللجوء إلى بعض الوصفات المنزلية المجربة منذ قديم الأزل, مثل حمامات البخار والغرغرة وحساء الدجاج, ومع ذلك لا تعمل هذه الإجراءات على علاج العدوى الفيروسية.
وأثبتت بعض الدراسات أن حساء الدجاج يساعد بصورة جيدة على مقاومة أعراض نزلات البرد، وأوضحت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية على موقعها الإلكتروني أن حساء الدجاج يعمل على كبح كريات الدم البيضاء داخل الجسم، وهي المسؤولة عن عمليات الالتهاب، كما أنها تتسبب في الإصابة بنزلات البرد.
كما يحتوي الحساء على مركب “سيستين” المضاد للالتهاب، والذي يساعد على التخلص من احتقان الأغشية المخاطية.
وشكك أندرياس فالترينغ -من معهد الجودة والاقتصادية في القطاع الصحي- بمثل هذه الدراسات، لافتا إلى أن أساليب البحث والدراسة مشكوك في صحتها. وأضاف أنه من الطبيعي بعد هذه الفترة أن يشعر المريض بتحسن، ولكن الدراسات تنص على أن هذا التحسن هو نتيجة تناول حساء الدجاج.
تعرق الجسم
وعلى الرغم من عدم توافر دراسات مؤكدة يمكن التحقق من صحتها حاليا فإن أندرياس فالترينغ لم ينصح بالابتعاد عن حساء الدجاج, وأكد أنه يحتوي على العديد من المعادن التي يفقدها الجسم عند التعرق بسبب ارتفاع درجات حرارة الجسم.
وينطبق ذلك أيضا عند تناول أنواع شاي الأعشاب المختلفة، خاصة شاي زهر الليمون الذي يحفز عملية التعرق بشدة, وتساعد المشروبات الدافئة على شعور الجسم بالارتياح، وتعمل على زيادة درجة حرارة الجسم، مما يساعده على مكافحة الفيروسات.
وأشار الطبيب الألماني إلى أن نوع شاي الأعشاب المناسب يتوقف على طبيعة الأعراض, فشاي الزعتر يعتبر من أفضل المشروبات لتخفيف حدة السعال، بينما يمتاز شاي البابونج بتأثير جاف، وبالتالي فإنه يؤدي إلى نتائج عكسية في حالة السعال الجاف، وفي هذه الحالة يمكن إضافة الميرمية أو ملح الطعام.
وحذر أندرياس فالترينغ من استعمال الزيوت الطيارة مثل الكافور والمنثول على الوجه أو مع الرضع والأطفال الصغار, نظرا لأنها قد تتسبب في ظهور استجابات تحسسية مثل التشنجات أو توقف التنفس.
ومع ظهور الأعراض الشديدة لنزلات البرد، مثل احتقان الحلق والصداع، ينصح هانز ميشيل مولينفيلد بتعاطي الأقراص ذات المادة الفعالة إيبوبروفين أو الباراسيتامول، ولكن بالنسبة لأعراض الإنفلونزا العادية فإن عمليات الاستنشاق والحساء وأنواع الشاي المختلفة تعتبر أفضل اختيار للتغلب على أعراض نزلات البرد.
ومع ذلك، فإن هناك حدودا لاستخدام الوصفات المنزلية والعلاجات التقليدية, فإذا عانى الشخص المصاب من ارتفاع درجة الحرارة وحمى بعد مرور أربعة أيام أو تدهورت حالته الصحية مع مرور الوقت يلزم عندئذ استشارة طبيب مختص.