يتزايد اهتمام قطاع الأعمال والحكومات باستخدام الصوت مقياسا حيويا أو بصمة صوتية للاستغناء عن كلمات السر ومحاربة الفساد، وهي تقنية يزداد نموها وتقدمها. وتسمح حاليا مصارف في كندا وأستراليا ونيوزيلندا للعملاء، تسجيل دخولهم إلى حساباتهم وتجاوز أسئلة مركز خدمة العملاء الهاتفي، باستخدام بصمتهم الصوتية.
* توقيع صوتي
ويرى «كلايف سامرفيلد» الذي يعمل في شركة «أورايا سيستمز» (Auraya Systems) في أستراليا التي توفر هذه التقنيات لمصرف نيوزيلندا بأنه لا توجد حاجة للاتصال بمركز خدمة العملاء وإفادتهم باسمك واسم عائلة والدتك قبل الزواج وغيرها من الأسئلة الغريبة الأخرى؛ إذ إن التقنيات أصبحت قادرة على التعرف ما إذا كان صوت المتصل هو نفسه صوت صاحب الحساب أم لا، وبدقة عالية، وذلك أمر كاف للتأكد من هويته.
وتقدم خدمة «خزنة الصوت» (Voice Vault) الأميركية لزبائنها خيار إرفاق «توقيع صوتي» مع الوثائق والعقود، وذلك من خلال التحدث مع نظام تسجيل صوتي هاتفي. وتساعد هذه التقنية بخفض عدد المعاملات الورقية بشكل كبير، وترفع من سرعة إتمام عقود التأمين الصحي والعقود الكبيرة في قطاع الأعمال أينما وجد الطرف الموقع، حتى لو كان في ملعب رياضي، عوضا عن الانتظار لوجوده أمام مكتبه والتوقيع بالقلم على العقد الورقي.
وتستخدم شركة «إف إس تي بايوميتركس» البصمات الصوتية لتأمين الشقق السكنية والمطارات؛ إذ إن الجمع بين البصمات الصوتية وتقنيات القياس الحيوية الأخرى أصبح ممكنا للاستخدام في المطارات ومداخل المعارض وقاعات المؤتمرات، وغيرها. وتستطيع البصمة الصوتية استبدال عملية إدخال الأرقام السرية أو استخدام بطاقات الأمن الممغنطة للوصول إلى الأماكن المختلفة، وهي أكثر بديهية على المستخدمين وأكثر أمنا.
وووفقا لوكالة «أسوشيتد بريس» فإن شركة «إيني تراكس» (Any Trax) الأميركية تستخدم تقنية لمراقبة أصحاب الجرائم البسيطة الذين حصلوا على إفراج مشروط يتطلب منهم زيارة ضابط الشرطة بشكل دوري إلى حين انتهاء فترة محددة، وذلك للاستغناء عن الحاجة لتنقلهم من طرف في المدينة إلى طرف آخر لمجرد زيارة الضابط المسؤول عنهم والتوقيع في وقت محدد؛ إذ تستطيع هذه التقنية الجديدة الاتصال آليا بالمجرم المفرج عنه وطلب نطق أرقام محددة للتأكد من هويته وعدم سفره خارج المدينة، ويمكن بهذه الطريقة توفير الراحة لهم وتوفير أجور التنقل، والوصول إليهم في منازلهم أو مقر عملهم، وعدم إيقاعهم في متاعب بسبب تأخرهم عن الوصول إلى مكتب الضابط في الوقت المفترض لأي سبب كان، ومعاودة نشاطاتهم اليومية المعتادة.