“بيلاز 75710” هي أكبر شاحنة قلابة في العالم، إذ أنها قادرة على نقل حمولة تصل إلى 450 طناً في المرة الواحدة، نيك فليمنغ يلقي نظرة فاحصة على هذه الشاحنة العملاقة من بيلاروسيا .
https://www.youtube.com/watch?v=f2tFH74HHJ0
ليس من الضروري أن تكون طفلا صغيرا لديه هواية العبث بشاحنة لعبة من إنتاج شركة “تونكا” لكي تجذبك بشدة “بيلاز 75710”.
يعادل طول هذه الشاحنة، التي ربما هي أكبر شاحنة قلابة في العالم، طول حافلتين متوقفتين من الحافلات ذات الطابقين، وتعادل في قوتها ست مرات سيارات سباقات الفورمولا واحد، وتزن أكثر من طائرة ركاب ايرباص ايه 380 بكامل ركابها. وإذا وقفت بجانبها، فستجد صعوبة حتى تصل فقط إلى منتصف الطريق باتجاه واحدة من إطاراتها الثمانية، إلا إذا كان طولك مترين على الأقل.
تتمتع الشاحنة بقدرة سحب تصل إلى 450 طناً ويمكنها نقل 87 طنا أكثر من الشاحنة التي تحمل الرقم القياسي من حيث الحمولة. تثق شركة “بيلاز” الحكومية في بيلاروسيا المصنعة للشاحنة العملاقة، وهذه الدولة هي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، في أن الشاحنة ستدخل قريبا موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وقد بدأت الشاحنة الأولى والوحيدة حتى الآن من هذه الشاحنات العملاقة “بيلاز 75710” في نقل الصخور في منجم للفحم في سيبيريا في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
محركات ضخمة
تحتوي هذه الشاحنة على مواصفات في التصميم بالإضافة إلى حجمها الهائل تسمح لها بنقل حمولة أكبر من شاحنات النقل الحالية المماثلة لها.
وببساطة شديدة، فإن هذه الشاحنة لها ثمانية أزواج من العجلات مقارنة بالعدد المعتاد في هذه المركبات وهو ستة أزواج، وكل إطار فارغ من الإطار الداخلى المملوء بالهواء المضغوط يمكنه أن يتحمل 102 طن مما يسمح للاطارات بحمل أكبر سعة ممكنة بالإضافة إلى 350 طنا هي وزن المركبة وهي فارغة.
تعمل الشاحنة العملاقة بنظام نقل الحركة بالديزل والكهرباء، إذ يعمل محركا ديزل 16 اسطوانة على تشغيل مولدات تتنج كهرباء تزود أربعة محركات كهربائية بالطاقة، مقارنة مع محرك سيارتك العائلية الذي يحتوي على أربع أو ست اسطوانات فقط.
تصل قدرة السيارة “هوندا سيفيك سي” بمحرك سعة لترين إلى 197 حصانا، في حين أن سيارات سباق “الفورمولا وان” هذا الموسم يمكنها تجميع قوة تصل إلى 760 حصانا، ولذا فإن قدرة محركي بيلاز 75710 مجتمعين والتي تصل الى 4600 حصان تصبح مذهلة.
ولكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لمركبة تتوقف باستمرار ثم تبدأ بعد ذلك نقل حمولات هائلة عبر التلال المرتفعة هو قوة عزم الدوران الذي تمتلكه هذه الشاحنة مقارنة بغيرها من المركبات، إذ أن عزم الدوران لبيلاز 75710 يصل في ذورته إلى 13738 رطلا لكل قدم، وهو مايزيد بأربع وعشرين مرة عن قدرة محرك سيارة الفورمولا وان لعام 2014.
ويقدر استهلاك الوقود بـ1300 لتر لكل 100 كيلومتر، لكن الناقلة الجرارة كما يطلق عليها في صناعة التعدين يمكنها أن تسير بمحرك واحد فقط إذا لم تكن تحمل أي حمولة توفيرا للوقود.
مهندسو شركة “سيمنز” الذين طوروا نظام القيادة اختاروا على غير المعتاد الدفع بكامل العجلات لتوفير نظام سحب متطور يوزع على كلا المحورين، مما يعني أيضا إنه إذا تعطل أحد المحركات الكهربائية يمكن للشاحنة أن تعود إلى مركز الصيانة بطاقتها الذاتية، وهي خاصية مريحة خاصة حينما لا تكون هناك وفرة في الجرارات التي لديها القدرة على سحب آلة بهذا الحجم إلى المستودع مرة أخرى.
قدرة على المناورة
يقول اندريه فاكيفيتش، وهو أحد السائقين الذين أجروا اختبارات على الشاحنة العملاقة “بيلاز” وواحد من اثنين فقط قادا المركبة العملاقة في أنشطة تعدين حقيقية، “أشعر بالفخر بأنني توليت قيادة مثل هذه القاطرة العملاقة”. وأضاف:”من السهل قيادتها لكنك بحاجة لبعض الوقت للتعود على أبعادها، والقيادة بالدفع بجميع العجلات يجعل من الأسهل القيادة في الظروف الصعبة مثل الطرق المنزلقة كما أن استخدام المكابح يكون أكثر كفاءة”.
وليس من المستحب أن تكون هناك شاحنة عملاقة لديها القدرة على نقل هذه الأحمال الثقيلة إذا لم يكن من السهل عليها المناورة، ولكي يتمكن السائقون من الوصول إلى المكان الذي يرغبون في الوصول إليه سريعا، فإن كلا المحورين يتحركان، ويبلغ محيط الدوران 65 قدما (19.8 أمتار) وهذا لايزيد كثيرا عن محيط دوران شقيقتها الأقل “بيلاز 360” الذي يبلغ 65 قدما. وبتصور آخر يمكن لبيلاز 75710 الدوران بشكل كامل بين مجموعات العصي في ملعب للكركيت.
وتبلغ السرعة القصوى للشاحنة 40 ميلا في الساعة (64 كيلومترا)، ويصل ارتفاعها إلى 26 قدما (8.2 أمتار)، ويمكنها في الوقت نفسه أن تسير بسرعة 25 ميلا في الساعة وهي تصعد منحدرا بدرجة ميل 10 في المئة، ويمكنها التعامل مع المساحات القصيرة بدرجة ميل 18 في المئة.
وبوسع المهندسين في سيمنز مراقبة أداء الشاحنة العملاقة وتشخيص مشاكلها وتزويدها بالبرمجيات الجديدة دون التحرك من مكاتبهم في “الفاريتا” في ولاية جورجيا الأمريكية بفضل تقنية الاتصال بها عن بعد.
يقول جوي مازومدار مدير الأعمال في سيمنز، والذي قاد فريق تطوير نظام القيادة للشاحنة، إنه إذا أراد المهندسون فجأة الذهاب إلى روسيا إذا حدثت مشكلة فلن يكون ذلك سهلا، ولذا فإن خاصية التواصل عن بعد أمر أساسي.
قطعة هندسية رائعة
يستخدم فاشكفيتش حاليا أول مركبة “بيلاز 75710” لنقل النفايات الصخرية في منجم سطحى للفحم في إقليم “كوزباس” في روسيا، ويشرف على أنشطة التعدين في المنجم شركة انتاج الفحم الكبرى “اس دي اس يوغول” وهي جزء من شركة سيوز القابضة .
ويجري الآن تصنيع قاطرتين من طراز “بيلاز 75710″، والسعر المطروح لمن يفكر في شراء واحدة منهما هو نحو 6 ملايين دولار.
والشاحنة المسجلة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر شاحنة قلابة في العالم هى الشاحنة الأمريكية “تي282 بي” من إنتاج شركة “ليبهر”، والتي تبلغ سعة حمولتها 363 طنا.
وقد تثبت الشاحنة العملاقة التي تصنع في بيلاروسيا إمكاناتها كإضافة جديدة قوية لشركات التعدين. ويقول برايان بولمان كبير مهندسي التعدين في شركة “غولدر اسوشيتس” للتعدين والاستشارات الهندسية في بريطانيا “إنها قطعة هندسية رائعة، وإذا تمكنت من العمل بكفاءة، فإنها ستكون مبهرة حقا”.