كشفت مصادر رفيعة في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي قرر إعادة ترتيب أولوياته في هضبة الجولان السورية المحتلة، وذلك في أعقاب اقتراب عناصر ينتمون لتنظيم داعش، من الحدود الإسرائيلية. وقالت هذه المصادر إن إعلان 3 ألوية إرهابية تنشط في هضبة الجولان ضد النظام، بيعتها لتنظيم داعش يضعها في موقع أقرب من إسرائيل للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وهذا يفرض وضعا جديدا يحتاج إلى انتظام جديد.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن خبراء «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، أجروا سلسلة أبحاث في التطورات الأخيرة في سوريا وتوقعوا أن يقترب داعش من الحدود مع إسرائيل. ورأى بعضهم أن على إسرائيل أن تبادر لإظهار قوتها العسكرية الكاسحة أمام داعش، حتى يفهم قادته أن «اللعب مع إسرائيل لا يخدم مصلحته». وقالوا: إن سكوت إسرائيل على هذا التطور يحدث ضررا قد يكلف سفك دماء إسرائيليين. ولكن باحثين آخرين قالوا: إن «إسرائيل أبدعت عندما أدارت سياسة حياد ومراقبة من بعيد طيلة الحرب الأهلية في سوريا» وأن أي تغيير سيجرها إلى حالة تعقيد لا أحد يعرف كيف ستتطور وقد تدخل إسرائيل في صدام مباشر ليس فقط مع البيت الأبيض في واشنطن، بل مع المؤسسة العسكرية أيضا المعروفة بصداقتها مع إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام عربية أفادت مؤخرا أن 3 ألوية إسلامية صغيرة وهي: لواء شهداء اليرموك، ولواء بيت المقدس، وكتيبة أبو محمد التلاوي، أعلنت بيعتها لتنظيم داعش. وقالت المصادر الإسرائيلية بأن التنظيم الأكبر من بين الـ3. شهداء اليرموك، معروف لها وهو يضم مئات العناصر المسلحة، بينما في التنظيمين الآخرين هناك عشرات العناصر. وترتكز عناصر هذه المنظمات في مدينة درعا الواقعة على مسافة عشرات الكيلومترات من حدود إسرائيل، ولكن بعضها مرابط على مسافة كيلومترات معدودة من الحدود.
وفي الأشهر الأخيرة طردت منظمات المعارضة السورية القوات النظامية الموالية للرئيس الأسد من معظم الحدود مع إسرائيل. واليوم تسيطر هذه التنظيمات على 90 في المائة من المناطق الحدودية مع إسرائيل – ابتداء من نقطة التقاء الحدود بين الأردن وإسرائيل وسوريا في الجنوب وحتى منطقة قريبة من القنيطرة في الشمال. وتسيطر القوات الموالية للنظام فقط على المناطق القريبة من جبل الشيخ وتحافظ على تواجد عسكري في منطقة خضر التي تشرف على القرى الدرزية جنوب جبل الشيخ.
ويسيطر على هذه المنطقة ائتلاف ضعيف لمنظمات المعارضة التي تضم منظمة جبهة النصرة، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا وعدة منظمات إسلامية وعلمانية من بينها الجيش السوري الحر. وبحسب ما اعترف به وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) فإنه تربط إسرائيل علاقات مع التنظيمات الأكثر اعتدالا، ويحصل السكان المدنيون في المناطق التي يسيطرون عليها على مساعدة طبية في المستشفيات الإسرائيلية. وأضاف يعالون «إن ذلك يجري بشرط عدم سماح هذه الميليشيات للتنظيمات المتطرفة بالوصول إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل».
ويربط القادة الإسرائيليون بين هذا التطور وتطور سابق حصل في سيناء المصرية، حيث قام التنظيم الجهادي الأكبر في سيناء «أنصار بيت المقدس» بخطوة مشابهة في الشهر الماضي، عندما أعلن انضواءه تحت لواء تنظيم داعش وذلك بعد سنة ونصف السنة من إعلانه الولاء لتنظيم «القاعدة».