يصادف اليوم أول أيام المربعانية.. فماذا نعرف عن المربعانية؟
لقد شكلت معرفة وخبرة الفلاحين المتوارثة، والمتعلقة بالأرض والبيئة والمناخ والحياة الطبيعية واستقراء الأحوال الجوية، ثقافة محلية شعبية ومصدرا مهما للمعرفة في مواجهة ظروف الحياة الصعبة. وبناء على هذه الخبرة والمعرفة المتراكمة، فقد قسم أجدادنا الفلاحون فصل الشتاء، البالغ عدد أيامه 90 يوماً إلى قسمين: «المربعانية» (40 يوماً) و«الخمسانية» (50 يوماً)، فكان هذان المصطلحان في يوم من الأيام شائعي الاستخدام،
«المربعانية»:
وهي أربعون يوماً تبدأ في 22 كانون أول وتنتهي في 31 كانون ثاني، وهي العمود الفقري لفصل الشتاء، ففيها البرد الشديد والثلوج والأمطار الكثيرة.
المربعانية مدتها أربعين يوما، تبدأ في الثاني والعشرين من كانون الأول وتنتهي في الحادي والثلاثين من كانون الثاني، وهذه الفترة هي النصف الأول من موسم الشتاء حيث البرد القارس والمطر الشديد.
واعتبرت «المربعانية» المؤشر الذي يدل على جودة الموسم الزراعي وكميته، فإذا كانت المربعانية ماطرة، فإن ذلك يعني أن الموسم وفير هذا العام، والعكس بالعكس.
وقد قيلت في «المربعانية» الكثير من الأمثال الشعبية التي تعكس علاقتها بوفرة الموسم الزراعي، ومنها، “المربعانية يا بتربع يا بتقبع”، بمعنى بتربع تسمن لكثرة المطر والعشب، وبتقبع أي تضعف وتزول لقلة المطر والعشب. و”المربعانية يا شمس بتحرق يا مطر بيغرق” وهذا المثل يدل على ارتباط المردود الطيب بكمية المطر الساقطة خلالها، فتكون سنة خير لأن المربعانية في”كوانين” وهي أشهر المطر الغزير والأساسي.
في المغرب يسميها الفلاحون “اللْيَالي” وهي بنفس التقسيم 40 و 50 يوما، وتبدأ بنفس التاريخ، لست أدري فربما كان تقويما خاصا بالسنة الفلاحية لدى شعوب دول البحر الأبيض المتوسط.
و في “الليالي” أمثال كثيرة منها: “إلا نطحت خرقت و إلا ركلت ما جات في شي” بمعنى إذا هطلت الأمطار خلال هذه الفترة فإن المياه تنساب إلى أعماق الأرض.
وهناك كذلك:”إلا ارْوَاتْ في يناير، حل المطامر و كبر المطاير” (المطاير مفردها امْطيرَة وهي قطعة أرض فلاحية صغيرة في القاموس الشعبي الفلاحي
و تحية إجلال وإكبار لكل فلاح أين ما كان