مر كويكب قطره نصف كيلومتر قريباً من الأرض، الاثنين، وهو أكبر جرم يمر بهذا القرب من كوكبنا، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” التي أكدت أنه لم يشكل أي خطر.
ويطلق العلماء على هذا الكويكب اسم “2004 بي أل 86″، وقد مر على بعد 1.2 مليون كيلومتر من الأرض، أي ثلاثة أضعاف المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر.
وتشير الحسابات الفلكية إلى أن المرور المماثل لهذا الجرم بالقرب من الأرض سيكون بعد مئتي عام، دون أن يشكل وقتها أيضا أي خطر على كوكبنا.
وقال دون يومانس، مدير مكتب وكالة ناسا في مركز “جت بروبالشن لاب” الذي يراقب الأجرام الفضائية المقتربة من الأرض “لا يشكل هذا الكويكب أي خطر على الأرض في المستقبل، لكن اقترابه يمنح العلماء فرصة فريدة لمراقبة جرم بهذا الحجم والتعمق في دراسته”.
وقال لانس بينير، المسؤول عن أعمال مراقبة هذا الجرم في مرصد غولدستون في صحراء كاليفورنيا “نكاد لا نعلم شيئا عن هذا الكويكب المخيف، ويمكن أن يقدم لنا مفاجآت”. وأضاف في بيان “حين سنتلقى البيانات من الرادار ستكون لدينا الصور الأولى الدقيقة” عن هذا الجرم.
ورصد هذا الكويكب لأول مرة في الثلاثين من يناير من العام 2004، بواسطة التلسكوب “لينكولن نير إيرث استيرويد ريسرتش” في نيومكسيكو جنوب غرب الولايات المتحدة.
وسيكون الموعد القادم لكوكب الأرض مع جرم بهذا الحجم في العام 2027.
وفي الخامس من مارس من العام الماضي، مر جرم قطره 30 مترا على مسافة 348 ألف كيلومتر من الأرض، أي أقصر من المسافة بين الأرض والقمر، دون أن يشكل أي تهديد لكوكبنا.
ويعكف العلماء في برنامج “نير إيرث أوبجكت أوبزرفايشن” (برنامج مراقبة الأجرام القريبة من الأرض) على مسح الفضاء لرصد الكويكبات والمذنبات التي تمر بمحاذاة الأرض بواسطة عدد كبير من التلسكوبات، وهم يحددون ما إن كان أي من هذه الأجرام يشكل خطرا على كوكب الأرض.
وتسبح في جوار الأرض أعداد كبيرة من الكويكبات، لكن معظمها ذو قطر يتراوح بين 15 مترا وثلاثين، وهي من بقايا تشكل المجموعة الشمسية التي يسبح فيها كوكب الأرض.