
في تطور لافت، انسحبت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، من بلدتين جنوب دمشق، بناء على «وساطة» تولّاها فصيل إسلامي بعد مواجهات بينها وبين فصائل أخرى معارضة واحتجاجات لبعض السكان الذين طالبوا بخروج مقاتليها منهما.
وجاء هذا الانسحاب «الطوعي» في وقت فشلت «النصرة» في استعادة قرية دورين الاستراتيجية في ريف اللاذقية، والتي سيطرت عليها القوات الحكومية بعد هجوم مباغت الأسبوع الماضي.
في نيويورك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته أمس أمام مجلس الأمن إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» تضع حداً للنزاع الذي تشهده سورية منذ أربع سنوات. وقال في بيان أن «الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه، في وقت يدخل عاماً خامساً من حرب تدمر البلاد».
وفي واشنطن (أ ب) أعلن قائد القيادة الجنوبية الجنرال الأميركي جون كيلي أن حوالى مئة شخص غادروا المنطقة إلى سورية، للقتال إلى جانب الإسلاميين المتشددين. وحذّر من إمكان تغلغلهم في الولايات المتحدة بعد عودتهم. وزاد أن إيران والمجموعات الإسلامية المتطرفة تنشط في أميركا الجنوبية لتجنيد متطوعين للقتال في سورية، خصوصاً من دول الكاريبي.
ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) انسحاب «النصرة» من بلدة بيت سحم في ضواحي دمشق الجنوبية، فيما أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة أن الجبهة أخلَتْ أيضاً مقارها في ببيلا المجاورة، وانسحبت من البلدتين بعد مواجهات مع فصائل أخرى معارضة. وجاءت عملية الانسحاب بعد «وساطة» تولّاها «فصيل إسلامي»، وفق معلومات لـ «المرصد».
ولم يتّضح هل تنضم بيت سحم وببيلا الآن إلى «المصالحات المحلية» التي يجريها النظام مع المعارضين في ضواحي دمشق، وتتضمن غالباً فك حصاره وسماحه بدخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية، في مقابل انسحاب مقاتلي المعارضة أو سماحهم برفع العلم السوري على المقار الحكومية، وتمكين رجال الشرطة من أداء دورهم. ولا تتضمن هذه الاتفاقات دخول قوات الجيش ولا تسليم المسلحين أنفسهم.
لكن خروج «النصرة» من بيت سحم وببيلا جاء بعد احتجاجات شعبية على وجودها فيهما، وبعد تأكيد مصادر عسكرية سورية تقارير عن انشقاق عشرات من المسلحين المعارضين في جنوب دمشق وتسليمهم أنفسهم وأسلحتهم الخفيفة إلى القوات الحكومية، خلال الأيام القليلة الماضية.
صد هجوم
في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن الجيش صد هجوماً شنته فصائل المعارضة على قرية دورين الاستراتيجية التي يسمح موقعها بكشف معاقل المعارضين في جبل الأكراد، بريف اللاذقية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن مسلحي المعارضة (جبهة النصرة وفصائل أخرى إسلامية) دخلوا دورين ليل الأربعاء، لكنهم أُجبِروا على التراجع إلى أطرافها، مشيراً إلى مقتل 50 منهم ومن القوات الحكومية. لكن المصدر العسكري قال أن 20 – 45 مسلّحاً من المعارضة قُتِلوا، في حين أصيب عدد قليل من الجنود السوريين بجروح طفيفة.
وأوردت وكالة «مسار برس» أن تنظيم «داعش» سيطر الخميس «في شكل كامل» على سد حنورة شرق قرية الفرقلس بريف حمص الشرقي، بعد تفجير سيارة مفخخة بحاجز حنورة التابع للقوات الحكومية، ما أسفر عن تدمير دبابة ومقتل 5 عناصر.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التفجير ومقتل أربعة. ونقلت لاحقاً عن مصدر في وزارة الكهرباء، أن «اعتداء لإرهابيين» في ريف حمص استهدف «خط الغاز الممتد من حقل الشاعر إلى معمل إيبلا وخط غاز الفرات المغذي شبكةَ أنابيب الغاز في المنطقة»، وأدى إلى «انخفاض واردات الوقود اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء». كما ساهم الحادث في «زيادة ساعات التقنين في كل المحافظات».