
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في تقرير جديد لها الجماعات المسلحة في سوريا بارتكاب اعتداءات أدت إلى مقتل العديد من المدنيين وشوهت الكثيرين خلال الحرب الدائرة في البلاد.
وقال التقرير إن ” هذه الجماعات المسلحة لديها قناعة بأنها تستطيع تبرير أعمال العنف التي ترتكبها بحق المدنيين، للانتقام من الهجمات التي تشنها الحكومة على المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وقال نائب مدير مجلس حقوق الانسان نديم حوري إن ” الجماعات المسلحة في سوريا تحاكي بقساوتها الانتهاكات التي تنفذها القوات الحكومية بكل ما يترتب عليها من تداعيات على المواطنين”.
وبدأ الصراع في سوريا في آذار / مارس 2011 بمظاهرات مناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وما لبثت أن تحولت هذه المظاهرات السلمية إلى صراع مسلح بعدما عمدت القوات الحكومية السورية إلى استهداف المحتجين.
وقتل نحو 200 ألف شخص منذ بدء الصراع في سوريا.
وتناول هذا التقرير الانتهاكات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السورية في الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2012 إلى أبريل/نيسان 2014، ويتطرق بدقة إلى الهجمات العشوائية بالسيارات المفخخة وقذائف الهاون والصواريخ غير الموجهة في الأماكن المكتظة بالسكان الخاضعة لسيطرة الحكومة، وهو ما تسبب في مقتل مئات المدنيين في دمشق وحمص وسط سوريا.
واعتمد التقرير على إفادات الضحايا والشهود، وتحقيقات ميدانية، ومقاطع فيديو متوفرة للجميع، وأبحاث أخرى، وهو يُغطي الهجمات التي وقعت وسط دمشق، في محافظة ريف دمشق، والهجمات التي جدّت في أحياء الزهراء وعكرمة والنزهة وباب السباع في مدينة حمص، وقرية الثابتية القريبة منها.
ووثق التقرير 17 تفجيرا باستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في مدينة حمص.
ودعت المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر على الأسلحة للقوات المتورطة في ارتكاب انتهاكات واسعة وممنهجة إلى أن تكف عن هذه الممارسات، وأن تتم محاسبة المتورطين.
المرصد: طيران التحالف يقتل المئات من داعش
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الغارات التي بدأها التحالف الدولي ضد التنظيمات المتطرفة قبل ستة أشهر في سوريا أسفرت عن مقتل نحو ألفي شخص “غالبيتهم الساحقة” من تنظيم “داعش”.
أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان (القريب من المعارضة ومقره لندن) في بيان أن “عدد الذين تمكن المرصد من توثيق مقتلهم جراء ضربات التحالف العربي – الدولي على مناطق في سوريا منذ فجر 23 من شهر أيلول/ سبتمبر 2014، وحتى فجر اليوم ارتفع إلى 1953 على الأقل، كما أصيب مئات آخرون بجراح في الغارات والضربات ذاتها ، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأوضح المرصد أن من ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 66 قتيلا مدنيا سوريا ، بينهم عشرة أطفال وست سيدات ، قتلوا جراء ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية ومباني وآليات في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة وحلب وإدلب. وقتل ما لا يقل عن 1796 من تنظيم “داعش”، غالبيتهم من جنسيات غير سورية جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف على تجمعات وتمركزات ومقار التنظيم. ولقي 90 على الأقل من مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) حتفهم جراء الضربات. ورجح المرصد أن يكون العدد الحقيقي للخسائر البشرية في صفوف “داعش” والفصائل الإسلامية الأخرى هو أكبر من العدد الذي تمكن من توثيقه حتى الآن ، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل “داعش” على خسائره البشرية ، ولصعوبة وصول ناشطيه إلى مناطق تعرضت للقصف.