ملايين من المراهقين والشباب حول العالم يفضلون تناول “مشروبات الطاقة” في حفلاتهم مثلاً. لكن الإكثار من تناول هذه المشروبات له عواقب سلبية خطيرة. نتعرف على هذه المخاطر بالتفصيل وعلى الكميات المسموح بتناولها.
لمعرفة المزيد عن حقيقة “مشروبات الطاقة”، ومدى خطورتها، التقت DW بالبروفيسورة ريناته أوبرهوفر، المختصة بطب الأطفال الوقائي:
DW: كيف حصل كل ذلك بسرعة، بأن أصبحت “مشروبات الطاقة” ذات شعبية كبيرة لدى المراهقين والشباب؟
د. ريناته أوبرهوفر: في أيامنا هذه يرغب كثيرون بأن يكونوا أنيقين وسريعين وأن يتمتعوا بتركيز عالٍ طوال الوقت، وهذا ما تستغله الشركات المنتجة لتلك المشروبات، فتركز في دعايتها على تلك النواحي.
DW: ما هو محتوى “مشروبات الطاقة” ومن أين يأتي مفعولها الذي تشتهر به؟
أكبر جزء مسؤول عن المفعول هو الكافيين، الموجود بنسب مختلفة بحسب نوع المشروب، إضافة للسكر ومواد سكرية. وأحياناً يتم إضافة حمض التورين وفيتامينات مختلفة، وأيضا الغوارانا (نبات أصله من منطقة الأمازون البرازيلية، وتتميز بذرته بتركيز عالٍ لمادة الكافيين). إذن، فإن فعالية تلك المشروبات تأتي بشكل أساسي من الكافيين، لأن الكافيين يجعلنا مستيقظين ويزيد من نشاط القلب والدورة الدموية، وينشط عملية التنفس. هذا هو المفعول الأساسي.
تسعى د. ريناته أوبرهوفر إلى نشر التوعية بمخاطر مشروبات الطاقة
DW: في دراسة حديثة، حذرت الهيئة الأوروبية لمراقبة سلامة الأغذية من مخاطر تلك المشروبات. فما هي تلك المخاطر الصحية؟
عند تعاطي جرعة زائدة من هذه المشروبات، هناك عواقب صحية هي: ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في انتظام ضربات القلب وتسارع دقات القلب، وصولاً إلى توقف القلب المفاجئ. ولكن قد يؤثر ذلك على وعي الإنسان وإدراكه، خاصة عند تعاطي “مشروبات الطاقة” مع الكحول. وظهرت مؤخراً أنواع جديدة تعرف بـ “Energy Shots”، أي تناول كميات أقل ولكن بتركيز أعلى وممزوجة بالكحول. وقد يكون مفعولها غير ملحوظ. إلى ذلك، فإن تعاطي “مشروبات الطاقة” ممزوجة بالكحول يزيد من إمكانية الإدمان عليها.
DW: ماذا تقصدين بتناول جرعات عالية من “مشروبات الطاقة”؟
هناك جرعات محددة يُسمح للأطفال والمراهقين بتناولها. بالنسبة للكافيين، تبلغ تلك النسبة ثلاثة ميليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم. أما عند البالغين، فتكون النسبة 300 ميليغرام. ولكن يجب أن نعلم أيضاً بأن هناك مواد إضافية تزيد من نسبة الكافيين في “مشروبات الطاقة”، مثل الغوارانا، التي تحوي نسبة عالية من الكافيين. وغالباً لا يتم ذكر الكميات الدقيقة على العلبة.
DW: بناءاً على كلامك هذا، من المفترض أن يُمنع الأطفال والمراهقون من تناول “مشروبات الطاقة”. هل نحن بحاجة لفرض حظر على بيعها لغير البالغين؟
أفضل أن تكون هناك حملة توعية، لأن الأضرار الممكنة لهذه المشروبات غير معروفة نسبياً، سواءاً في أوساط المراهقين أنفسهم أو في أوساط الأهل والأطباء ومعلمي المدارس، خصوصاً خلال الحفلات التي يتم فيها توزيع هذه المشروبات مجاناً، إذ يجب التركيز على التوعية بأضرارها. كذلك مع كل زيارة للطبيب وأيضاً في المدارس يجب التطرق لهذا الموضوع.
DW: من يُسمح له صحياً بتناول “مشروبات الطاقة” وما هي الكمية المسموحة؟
علبة أو علبتان لشخص بالغ تعتبر كمية معقولة وغير ضارة، إلا إذا كان يعاني من مشاكل في القلب والدورة الدموية. أما إذا كان مصاباً بارتفاع ضغط الدم ولديه مشاكل في القلب ويتناول أدوية، فيجب أولاً سؤال الطبيب، لأن الأمر قد يتطور ويصبح خطيراً. أما بالنسبة للأطفال والمراهقين فيسري المعيار الذي ذكرناه سابقاً: ثلاثة ميليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
البروفيسورة ريناته أوبرهوفر، أستاذة طب الأطفال الوقائي في الجامعة التقنية في ميونيخ