هل يحتاج منزلك مصابيح إضاءة ذكية؟

لا يعير الكثيرون انتباها إلى شكل مصابيح الإضاءة في العمل، ولا يهتم بوجودها إلا مخرجي السينما ومصممي الديكور أو حتى فنيي التصليح.

وبالرغم من تأثيرها في تغيير مزاج الشخص وخلق جو من الدراما لكن الغالبية العظمى منا لا يلاحظ وجودها إلا عندما نتأرجح على مقاعدنا استعدادا لغفوة سريعة.

الأضواء الكهربائية موجودة من حولنا من زمن طويل ودائما ما نتوقع وجودها في كل الأماكن التي نرتادها ولكن ننتبه إليها فقط عندما يكون الضوء خافتا أو ساطعا بدرجة كبيرة.

ورغم التطور التكنولوجي التاريخي الكبير في هذا المجال، إلا أن أكبر تطور شهدته العقود الأخيرة كان التحول إلى استخدام مصابيح إل إي دي أو “ليد” LED.

لكن هذا ربما يتغير قريبا.

أكثر ذكاء

وأعيد تصميم أدوات الإضاءة باستخدام تقنيات جديدة رائعة.

ففي معرض معدات الإضاءة الذي أقيم في مدينة نيويورك هذا العام كان التركيز على المصابيح الذكية، ولم تعد المصابيح ولا قابس التحكم بها مجرد أدوات صماء، إذ تحتوي حاليا على مجسات يمكنها إرسال إشارات والتواصل رقميا وإمكانية التفاعل مع البيئة.

وكشفت شركة فيليبس عن تقنية جديدة للهواتف الذكية، من خلال تطبيق للكاميرا الأمامية يمكنه التقاط التقاط شفرة أو كود خاص يرسله كل مصباح في السقف لهواتف الزائبن يساعدهم على تحديد أماكن السلع.

وتترجم هذه الشفرة لتتحول إلى خريطة على شاشة الهاتف، تسمح باستعراض سلعة بعد الأخرى بسرعة، وذلك باستخدام الطريق الأكثر كفاءة.

ولن يكون هناك اتجاهات مخفية بعد الآن “في مكان ما في الجزء الخلفي من المحل بالقرب من المعلبات” لا يلتفت إليها أحد، كما أنها سترشد الناس إلى الوصول إلى العروض الخاصة والتخفيضات.
وتختلف تلك التقنية عن تكنولوجيا تحديد المواقع “جي بي اس” GPS، لأنها تعمل بشكل جيد في الأماكن المغلقة، وتتمتع بدقة كبيرة بنسبة خطأ لا تزيد عن سنتيمترات قليلة، وستعمل فقط لدى الزبائن الذين لديهم التطبيق.

ويؤكد اريك روندولات، المدير التنفيذي لفيليبس للإضاءة، أن إمكانيات التكنولوجيا متعددة.

وقال “لدينا بالفعل موقع تجريبي لمتحف، لك أن تتخيل أن تكون أمام لوحتك المفضلة؟ لن تحتاج إلى استخدام الأرقام في الدليل الصوتي لمعرفة طريقك بعد الآن”.

وأضاف “كل ما ستفعله هو وضع الهاتف الذكي تحت الضوء وسيعمل التطبيق آليا ويرسل مقاطع فيديو ومقالات ومعلومات عن العمل الفني الموجود أمامك”.

الإغلاق
وبدأت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تحل محل مفاتيح تشغيل وإغلاق الإضاءة، والتي تعد جزءا هاما من منظومة الإضاءة.

الأضواء على جسر تابان زي في مانهاتن بالولايات المتحدة يمكن التحكم بها وتغييرها عن بعد
ويمكن التحكم في توهج درجة الإضاءة بصورة كاملة من جهاز محمول في اليد، حتى لو كان في مكان واسع.

فمثلا جسر تابان زي الجديد، الذي يجري تشييده حاليا على بعد عدة أميال شمال مانهاتن، سيحتوي على 3200 مصباح إضاءة يمكن بها عن بعد من أي مكان بالعالم.

ويمكن اختيار ألوان فريق فائز ببطولة رياضية لتغطي الجسر بالكامل خلال ثواني معدودة، دون الاكتراث بحالة الطقس أو التوقيت، فالأضواء ستكون قادرة على التكيف آليا مع البيئة لتحقق أفضل رؤية.

كما يمكن اكتشاف مصباح مكسور في ثوان أيضا، وذلك بفضل ميزة إرسال التقارير الذاتية الرقمية، والتي أجريت عليها اختبارات في أضواء الشوارع في لوس أنغليس.

ويوضح روندولات أن تطبيق (سيتي تاتش) يوفر” طاقة هائلة، وتعد هذه السيناريوهات جنونية عندما نفكر فيما كان الوضع عليه منذ 10 سنوات”.
في المكتب
يمكن من خلال الهاتف تغيير وضع الإضاءة في المكتب وحول مكان جلوس الشخص باستخدام “واي فاى” أو البلوتوث.

وإذا ما تحرك هذا الشخص إلى مقعد أو مكتب آخر سترافقه نفس ظروف الإضاءة إلى المكان الجديد لتحل محل الإضاءة التي كانت موجودة.

وغالبا ما تأتي الإضاءة التقليدية من السقف، لكن الآن سنرى الكثير والكثير من الأسطح التي تبعث الإضاءة، بما فيها الحوائط والشاشات في كل اتجاه، والتي ستصبح مصدرا للضوء.

فتصميم وان سبيس OneSpace يغطي المساحة بالكامل بشبكة من مصابيح “إل إي دي” والأنسجة التي تخفي الضوء حتى يجري تشغيله، وعندها توفر درجة سطوع تغطي المكان بالكامل.

وربما كانت الأرضيات آخر مكان يتوقع أن يصدر منه ضوء، لكن السجاد المضئ المزود بلافتات تخصيص موجود بالفعل، وسيكون متاحا لكل مكان هذا العام، حيث ستكون لافتات توضيح الأماكن وتوجيه الأشخاص إلى الأماكن التي يريدون الذهاب إليها مضيئة على الأرض، وستكون موجودة في المطارات والمكاتب ومراكز التسوق.

وتصنع هذه السجادات خصيصا، لذلك فإن مصابيح “إل إي دي” المضيئة تسطع تحت النسيج والألياف لتشير إلى الاتجاهات، لكن عندما لا تضئ تصبح مثل أي سطح عادي يسير عليه الشخص.

ويعد توفير الطاقة هو الاعتبار الأول لأي مشروع إضاءة جديد.
فمنذ عدة أعوام كانت مجسات الحركة وأجهزة التوقيت هي الأدوات المستخدمة لإطفاء الأضواء في كل مناسبة، لكن دامون بوسيتي من ديجيتال لومينز يرى أن هذه الفكرة لم تحقق النجاح.

وقال :”مجسات الحركة كانت غالية الثمن جدا، وأقل جودة في التطبيق، إذ يستخدم مجس حركة واحد لكل 15 أو 20 مصباحا، لذلك عندما ينتهي وقت جهاز التوقيت تطفأ كل تلك الأضواء في وقت واحد.”

لكن خلال العامين الماضيين تراجعت أسعار المكونات في التراجع، مما سمح بتركيب مستشعر حركة في كل جهاز إضاءة، وكل مصباح يمكنه أن يعمل بجهاز توقيت مستقل مما سيساهم في توفير نفقات إضاءة أكثر.

ويوضح بوسيتي أن مصابيح إل إي دي نفسها قابلة للتحكم أكثر من المصابيح القديمة أو حتى مصابيح الفلورسنت، كما أن أداءها وعمرها لا يتأثر بالاستخدام العنيف أو الإغلاق والتشغيل السريع لها.

نمو
ونظرا لمستوى التحكم العالي في مصابيح إل إي دي فإنه يوجد الكثير من الأبحاث حول تطبيقات الإضاءة، ومساعدة النباتات على النمو مثال جيد لهذا.
المزارعون وبائعو الزهور يستخدمون أحد نوعين من مصادر الإضاءة لمساعدة النباتات على النمو.

ويؤكد جون ماكارتي من لوكس دينامكس، أن تلك الحلول فعالة، لكن النباتات لا تستفيد بحوالي 80 في المئة من طاقة الضوء هذه.

وقضى ماكارتي عاما تقريبا مع المزارعين والعلماء لتحديد طول موجة الضوء الحقيقية والمعدلات التي تساهم في نمو النباتات المختلفة.

وقال :” يلاحظ النبات تغييرات الطول الموجي للضوء من خلال الموسم، ويعرف متى يمكنه الإزهار”.

في هولندا، على سبيل المثال يمكنهم نقل زهور التيوليب في شاحنة معدة بطريقة خاصة وبإضاءة مختلفة الأطوال الموجية، وبالتالي فإنها لا تزهر إلا عندما تصل إلى متاجر البيع.

ويجري في تطبيق واحد محتمل يتمثل في فكرة تركيب خزائن خاصة لنمو الأعشاب في مطابخ المطاعم التي توفر إمدادات ثابتة من أوراق النباتات التي تستخدم في الطهي.

وبالطبع يريد العديد من الناس معرفة متى ستكون تجهيزات الإضاءة محمولة بالكامل ويمكن التحكم بها لاسلكيا؟.

+ -
.