الغيبوبة هي حالة عميقة من فقدان الوعي يكون فيها الشخص غير قادر على الحركة أو الاستجابة للمؤثرات التي حوله في البيئة المحيطة، كالأصوات (الصراخ مثلا) واللمس (القرص مثلا). وتحدث الغيبوبة نتيجة التعرض لإصابة مثل ارتجاج المخ، أو حدوث سكتة دماغية، أو كإحدى المضاعفات الناجمة عن مرض.
وهناك نوعان أساسيان من الغيبوبة: الغيبوبة العميقة (Deep coma) والحالة النباتية المستدامة
(Persistent vegetative state)، وقد يتحسن مريض الغيبوبة ويخرج منها، كما قد يبقى فيها لسنوات وحتى عقود، كما قد يستيقظ ولكن مع إصابته بمضاعفات، أو قد يموت.
وقد تنتج الغيبوبة عن العديد من المسببات، منها:
إصابات الرأس وارتجاج الدماغ، مثل ما يحدث في حوادث الطرق وأعمال العنف.
السكتة الدماغية.
الأورام في الدماغ.
داء السكري، إذ قد يؤدي ارتفاع السكر الشديد أو انخفاضه الشديد إلى دخول الشخص في غيبوبة، وقد تؤدي غيبوبة السكري في حال عدم علاجها إلى حدوث ضرر دائم في الدماغ أو الموت.
العدوى، مثل التهاب السحايا.
النوبات (Seizures) وهي تغيرات في الحركة والسلوك تحدث بعد حصول نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ.
التعرض للسموم مثل أول أكسيد الكربون والرصاص.
نقص الأكسجين كما يحدث لدى من يتعرض للغرق، إذ قد لا يستيقظ من غيبوبته حتى بعد إنقاذه.
الخمر.
أنواع الغيبوبة
الغيبوبة العميقة: ونادرا ما تمتد لأكثر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وبعدها قد يستيقظ الشخص، أو قد ينتقل إلى الحالة النباتية المستدامة، وتشمل مواصفاتها:
المريض لا يتكلم ولا يقوم بأي أنوع من التواصل.
العينان مغلقتان.
لا توجد حركات ذات هدف من قبل المريض.
عدم قدرة المريض على اتباع التعليمات أو الإشارات التي تعطى له.
عادة ما يحتاج إلى رعاية في المستشفى.
الحالة النباتية المستدامة: الشخص المصاب بالغيبوبة العميقة قد يظهر بعض التحسن، ولكنه لا يعود إلى حالة الوعي الطبيعية بل ينتقل إلى الحالة النباتية المستدامة (Persistent vegetative state) ومن هنا كانت التسمية
“الحالة النباتية”، فالشخص مثل النبات حي ويفتح عينيه، ولكنه لا يستجيب لمن حوله، والشخص الذي مضى عليه في الحالة النباتية المستدامة مدة عام كامل من النادر أن يستيقظ.
من الأشخاص الذين أصيبوا بهذا النوع من الغيبوبة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون الذي تعرض لسكتة دماغية في عام 2006 ودخل بعدها في غيبوبة.
وتشمل مواصفات الحالة النباتية:
المريض يرجع إلى دورة الاستيقاظ والنوم مع فترات من فتح العينين.
قد يحرك العينين باتجاه شخص أو شيء ما.
قد يبكي أو يبتسم دون سبب واضح.
قد يصدر أصواتا أو يئن.
عدم وجود حركات ذات هدف من قبل المريض.
المريض غير قادر على اتباع التعليمات أو الإشارات التي تعطى له.
لا يستطيع الكلام أو القيام بأي نوع من التواصل.
قد لا يحتاج للرعاية في المستشفى، وعندها يمكن نقله إلى البيت في رعاية الأسرة.
الغيبوبة الاصطناعية: وهي غيبوبة يتم إدخال المريض فيها عمدا، وذلك بإعطائه علاجات معينة، وذلك بعد جراحة الدماغ مثلا، إذ يعتقد أن هذا الإجراء قد يساعد على تخفيف الاحتقان والضغط على الدماغ في الجمجمة، ومع ذلك فهذه التقنية ما زالت مثار نقاش حول مدى فعاليتها في تحسين فرص نجاة أو تعافي المريض أو المصاب.
استخدمت هذ التقنية لبطل العالم السابق في “الفورمولا 1” مايكل شوماخر بعد تعرضه لارتجاج في المخ أثناء تزلجه على الجليد، وذلك لمحاولة تخفيف الضغط على دماغه.