
أعلن الناطق باسم الأمم المتحدة أمس (الجمعة)، أن وسيط الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي مستورا يتوقّع أن يقدم نهاية تموز (يوليو) الجاري، مقترحات جديدة في محاولة لإطلاق تسوية سياسية في سورية.
وقدم دي مستورا تقريراً عن جهود الوساطة التي بذلها لمدة أسبوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وإلى عدد من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وبحسب الناطق، فإنه يجب أن يواصل مشاوراته، بهدف وضع مقترحاته قبل نهاية الشهر الجاري حول طريقة دعم الأطراف السورية في سعيها إلى إيجاد حل سياسي للنزاع. وسوف يتحدث ديمستورا أمام مجلس الأمن في 28 تموز الجاري.
ميدانياً، قصفت القوات الحكومية مخيم اليرموك جنوب دمشق، وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل تسعة مسلحين في المخيم الذي تحاصره القوات الحكومية وسُجِّلت فيه ثلاث إصابات بالكوليرا. تزامن ذلك مع إحياء «يوم القدس» في العاصمة دمشق، في وقت دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مجلس الأمن الى إدانة الهجوم المشترك الذي تشنّه القوات الحكومية و «حزب الله» على الزبداني، ودعم إقامة مناطق آمنة. وبدأت السلطات التركية حملة ضد تنظيم «داعش» واعتقلت 21 يُشتبه في انتمائهم إلى التنظيم.
وأفادت «مجموعة العمل الفلسطيني» على صفحتها في «فايسبوك» أمس بأن «الاشتباكات العنيفة» تواصلت في اليرموك بين «النصرة» و «داعش»، من جهة، والقوات الحكومية و «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل من جهة ثانية، وذلك في محور ثانوية اليرموك قرب البلدية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة خلال يومين من المواجهات. وأشارت المجموعة إلى «تعرُّض المخيم لقصف عنيف بقذائف هاون وصواريخ»، وهو ما أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويسيطر «داعش» على 60 في المئة من المخيم الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصاراً منذ نحو سنتين.
إلى ذلك، أشار موقع «كلنا شركاء» المعارض، إلى اكتشاف ثلاث إصابات بالكوليرا بين أطفال المخيّم خلال الأيام القليلة الماضية. وعزا السبب إلى النقص في الرعاية الصحية وتلوُّث مياه الشرب، مضيفاً أن «الرقم مرشح للزيادة في بلدات الجنوب الدمشقي المحاصر».
في المقابل، شارك مئات من الفلسطينيين الذين يقيمون في دمشق، في إحياء يوم القدس العالمي في الأحياء القديمة من العاصمة، علماً أن الذي أطلق ذكرى هذا اليوم هو أول مرشد لـ «الثورة الإسلامية» في إيران، الإمام الخميني عام 1979. وأُقيم الاحتفال هذا العام قرب المسجد الأُموي الأثري في دمشق القديمة.
في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن المعارك استمرت أمس في الزبداني بعد هجوم القوات الحكومية و «حزب الله» من أربعة محاور للسيطرة على المدينة، فيما وزّع موالون للنظام صور منشور تحضّ فيه القوات الحكومية مقاتلي المعارضة على تسليم أنفسهم. وأكد «المرصد» أن القوات الحكومية شنت نحو 35 غارة على الزبداني ومحيطها، لافتاً إلى مقتل أربعة مدنيين بقصفٍ على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
إلى ذلك، أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية، بأن السلطات التركية اعتقلت أمس 21 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى «داعش»، خلال عملية دهم واسعة نفّذتها الشرطة في أربع مدن، بينها إسطنبول. وبين المشتبه فيهم الذين اعتُقِلوا فجراً، ثلاثة أجانب لم تحدد جنسياتهم، كانوا يستعدون للتوجُّه الى سورية للقتال إلى جانب «داعش».
وتأتي هذه العملية ضد «الجهاديين» بعد محادثات أجراها في أنقرة هذا الأسبوع وفد من كبار المسؤولين الأميركيين بينهم الجنرال جون آلن منسق عمليات التحالف الدولي- العربي ضد «داعش». واتَّفق الطرفان على التعاون والتنسيق ضد التنظيم.