الشقيقة.. عاصفة رعدية تهب بالرأس

تعد الشقيقة (الصداع النصفي) عذاباً قد يفوق الاحتمال، حيث ‫يشعر المريض بآلام رأس شديدة، كما لو كانت هناك عاصفة رعدية تهب داخل ‫رأسه، مما يُعيقه عن أداء مهام حياته اليومية، ولكن يمكن الحد من هذه ‫الآلام بواسطة الراحة، وتعاطي المسكنات، واتباع حياة يومية منتظمة.

‫وغالباً ما تأتي نوبات الصداع النصفي دون سابق إنذار، وتتركز آلامه ‫النابضة التي تشبه ضجيج المثقاب أو عاصفة رعدية، في أحد نصفي الرأس، ‫وقد تستغرق نوبة الألم مدة تصل إلى ثلاثة أيام، ويتعذر معها القيام بأي ‫نشاط، سوى الراحة في الفراش في غرفة مظلمة.
‫و‫قال البروفيسور الألماني هارتموت غوبل مدير عيادة علاج الألم بمدينة ‫كييل الألمانية، إن الصداع النصفي -ولا سيما المزمن- ليس صداعاً بسيطا، ولكنه واحد من أسوأ الآلام.

من جانبه، أضاف البروفيسور مانفرد شوبرت تسيلافيتس أستاذ علم الصيدلة ‫بجامعةفرانكفورت، أن منظمة الصحة العالمية صنفت الصداع النصفي ضمن أكثر‫ عشرين ألماً يحول دون ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.

‫ويمر بعض مرضى الصداع النصفي بما يسمى مرحلة “الأورة”، وهي اضطراب ‫إدراكي للحواس قبل حدوث الآلام، حيث يرى المريض ومضات ضوئية أو بقعا ‫ملونة، بالإضافة إلى بعض الأعراض التقليدية مثل الغثيان والقيء ‫والحساسية تجاه الضوء أو الضوضاء.

‫وعن أسباب نوبات الصداع النصفي، أوضح غوبل أنها تتمثل في استجابة الدماغ ‫تجاه بعض المحفزات بشكل كبير، مثل الضغط العصبي أو الضوضاء أو النوم غير ‫المنتظم أو تناول بعض الأطعمة.

‫وأضاف تسيلافيتس أنه يمكن محاربة نوبات الصداع النصفي الخفيفة والمتوسطة ‫عبر تعاطي بعض المسكنات، مثل الآيبوبروفين أو الأسبرين أو مزيج من ‫الآيبوبروفين والباراسيتامولوالكافيين.
مسكنات‫
‫وكبديل، يمكن اللجوء إلى التريبتان، مع مراعاة ألا يتم تعاطي المسكنات ‫أكثر من عشر مرات شهرياً، أو لمدة أكثر من ثلاثة أيام متتالية، وإلا فسيصاب ‫المريض بصداع مستمر كنتيجة حتمية. مع الإشارة هنا إلى ضرورة مراجعة الطبيب قبل تعاطي أي علاج أو مسكن.

‫وأشار غوبل إلى أنه إذا تعذر تعاطي التريبتان بسبب الإصابة بأمراض أخرى، ‫فيمكن حينئذ اللجوء إلى العلاج الوقائي، حيث يتعاطى المريض حاصرات ‫البيتا مثلاً. ويحقق العلاج الوقائي أقصى فعالية ممكنة إذا تمكن المريض ‫من تحديد مسار الصداع النصفي على نحو دقيق وتعقب مسبباته الفردية.

‫ولهذا الغرض، ينصح غوبل المرضى بتدوين مذكرات للصداع، مثل أيام التعرض ‫للنوبات والأعراض والعقاقير التي تم تعاطيها والأحداث المرتبطة ‫بالصداع، حيث غالباً ما ترجع نوبات الصداع إلى التغيرات المفاجئة في ‫الروتين اليومي، لذا يعد اتباع حياة يومية منتظمة قدر المستطاع أبسط ‫الأسلحة لمحاربة الصداع النصفي.

+ -
.