بأي حال بدأت يا عام, فإنك تخيب آمالنا وتميتها…
على قدر تمنياتنا بالأفضل, فإنك تحرقنا وتؤلمنا أكثر يوماً بعد يوم… تسرق منا أغلى أحبائنا وتحرق قلوبنا, تخطف منا زهرات نيساننا وتحرمنا شذاها…
الرايات السوداء قد ملأت سماء جولاننا, ورائحة الموت قد خنقت أنفاسنا, يكفيك عبثاً يا عام لقد كلت قلوبنا حتى قبل أن تبدأ…
بدّل يد الغدر والموت بيد السلام ودعنا نعيش بهدوء واطمئنان, دعنا نخلد للنوم بأمان دون أن نخاف غدر الزمان…
ها قد ودعنا اليوم شيخا جليلا وسيدتان فاضلتان قد قضوا حياتهم بالعمل الصالح والتربية الفاضلة, ومنذ أيام قليلة ودعنا شابا قد أدمى القلوب فقدانه, ولن ننسى النساء اللاتي فارقننا, فرفقاً بنا يا عام وإلى جنات الخلد جميعاً…
ستبقى ذكراكم كنسمة ربيع تداعب الأزهار لترسل لنا شذاها وعبيرها وترسم ابتسامة على شفاهنا بمجرد الذكرى, فقد كنتم مثالاً للحب والعطاء وخسارتنا بكم كبيرة.
ولزميلتنا هدى: سوف لن ننسى مرورك الجميل في حياتنا, طلتك البريئة وحضورك اللبق الذي ترك بصمة رائعة بنفس كل من عرفك… سنفتقدك كثيراً يا غالية. مقعدك الفارغ بيننا سيحزننا أكثر من أي شيء…
فلا يسعنا سوى أن نتوسل الله أن يسكنكم فسيح جناته ويجعلها خاتمة الأحزان للجميع…
