أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن خفض كميات الدهون في الأنظمة الغذائية يؤدي إلى المزيد من خسارة الوزن مقارنة بخفض المكونات الكربوهيدراتية.
وحلل معدو الدراسة كل ما يتناوله عدد من الأشخاص الذين يتبعون حِمية خاصة من أطعمة والزمن الذي يقضونه في ممارسة التمارين الرياضية وكميات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن عملية التنفس لديهم.
وقام باحثون في المعهد الوطني للصحة بتحليل كل من الحِمية التي تعتمد على خفض الدهون، والحِمية التي تعتمد على خفض الكربوهيدرات.
وكشف التحليل أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة بها سعرات حرارية عن طريق خفض الكربوهيدرات يخسرون وزنا أقل من هؤلاء الذين يتناولون دهون أقل.
ويقول خبراء إن الحمية الأكثر فاعلية من الممكن أن تتسبب في إصابة متبعيها بالمرض.
ويرى آخرون أن خفض كمية الكربوهيدرات هو الطريقة الأفضل على الإطلاق للتخلص من الوزن الزائد، إذ أنه يحدث تغيرات في عملية الأيض.
عملية كيميائية
ومن الناحية النظرية، يؤدي التقليل من كميات الكربوهيدرات في النظام الغذائي إلى إفراز كميات أقل من الإنسولين، ما يسمح بتخلص الجسم من الدهون.
وقال كيفين هول، الطبيب بالمعهد الأمريكي الوطني لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلى، لبي بي سي إن “كل هذه الأمور تحدث عندما نقلل من تناول الكربوهيدرات وبالفعل نخسر الوزن الزائد، ولكن ليس بنفس القدر الذي من الممكن أن نخسره عند خفض كميات الدهون التي نتناولها”.
وتضمنت الدراسة إمداد 19 شخصا يعانون من السمنة بأطعمة تحتوي على 2700 سعر حراري يوميا.
وعلى مدار أسبوعين، جرب هؤلاء الأشخاص اتباع حِمية تتضمن خفض السعرات الحرارية بواقع الثلث سواء من خلال خفض كمية الكربوهيدرات أو خفض الدهون.
وحلل الفريق البحثي المعد للدراسة كميات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عملية التنفس لدى هؤلاء الأشخاص بالإضافة إلى كمية النيتروجين التي تخرج في البول، وذلك لإجراء حسابات دقيقة للعمليات الكيميائية في أجسام المشاركين في الدراسة.
وأشارت النتائج، المنشورة في دورية “سيل ميتابولزم”، إلى أنه بعد ستة أيام قضتها مجموعتان من المشاركين في الدراسة في اتباع كل من الحميتين، خسرت أفراد المجموعة التي تناولت دهون أقل وزنا بلغ 463 غراما، وهو ما يزيد عما خسره أفراد المجموعة التي تناولت كربوهيدرات أقل بواقع 80 في المئة، إذ خسر أفراد تلك المجموعة حوالي 245 غراما فقط.
رغم ذلك، رجحت بعض الدراسات أن الحميات الأقل صرامة في تنفيذها تتسبب في فقد وزن أكثر من تلك الحميات التي تعتمد على تقليل الكربوهيدرات.
وقال كيفين هول “إذا كانت هناك حِمية أسهل من أخرى في اتباعها، أنصح باتباع تلك التي تعتمد على التقليل من الدهون”.
لكنه أكد أن الحِميات التي تعتمد على التقليل من الدهون لا تضر بعملية الأيض ولا تتدخل فيها.
كما يعكف هول في الوقت الراهن على إخضاع المشاركين في الدراسة لعمليات مسح للمخ بهدف الوقوف على مدى تأثير الحميات على فوائد الطعام.
مجرد مزاعم
وتقول سوزان روبرتس وساي داس، من أساذتة جامعة توفتس، إن المناقشات حول الحميات الغذائية دائما ما كانت مصدرا “للجدل”.
وأشارا إلى أن الدراسة كشفت خطأ الكثير من المزاعم التي ترددت عن أن الحِميات التي تعتمد على التقليل من الكربوهيدرات هي الأفضل، ولكن التأكد من أثر الحِميات الأخرى لا زال يحتاج المزيد من البحث.
وأضافا أن “الرسالة الأهم على الإطلاق حتى الآن تتضمن أن بعض الكربوهيدرات لا بأس بها، خاصة الحبوب الكاملة الصحية الأقل تحولا إلى مادة الجلوكوز في الدم”.
وقالت سوزان جيب، الباحثة في جامعة أوكسفورد، إن “الباحثين توصلوا إلى نتائج صحيحة، وهي أن الحمية الأفضل للشخص هي تلك التي يمكنه الالتزام بها”.
وأضافت أن “جميع الحميات الغذائية تجدي نفعا إذا التزم الشخص بخطة لتناول الطعام الذي يحتوي على سعرات حرارية أقل، سواء كان ذلك عن طريق التقليل من الدهون أو خفض الكربوهيدرات. ولكن الالتزام بالحمية قلما يحدث بالفعل، خاصة في ضوء الوقت الطويل الذي تستغرقه خسارة الوزن”.