قصفت مقاتلات التحالف الدولي – العربي موكباً عسكرياً لـ «داعش» في الرقة كان في طريقه الى ريف حلب الشمالي حيث صعد التنظيم عملياته بما في ذلك استخدام غازات سامة في هجومه للسيطرة على مدينة مارع معقل المعارضة لعرقلة تنفيذ قيام «منطقة آمنة» خالية من «داعش» شمال سورية وقرب حدود تركيا، في وقت اتسعت الى حمص وحلب واللاذقية احتجاجات بدأها مواطنون شيعة موالون للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا في جنوب دمشق للمطالبة بوقف تقدم المعارضة في ريف ادلب. وجدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التاكيد ان مطلب تنحي بشار الأسد كشرط لإطلاق عملية التسوية «ضار وليس منطقياً».
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان عناصر «داعش» قصفوا مارع بقذائف تحتوي على غاز الخردل «ما أدى إلى إصابة أكثر من 20 مدنيًّا تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج»، مشيرة الى انها المرة الثانية التي تتعرض فيها مارع لقصف بغاز سام بعد هجوم في 21 الشهر الماضي. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصف «داعش» بعدد من القذائف الصاروخية مارع بالتزامن مع غارات التحالف على مراكز التنظيم في ريف حلب الشمالي وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة والتنظيم من جهة أخرى، في محيط المدينة وقريتي حرجلة ودلحة وفي محيط قرية حربل في ريف حلب الشمالي».
وكان «المرصد» افاد بمقتل «تسعة على الأقل من عناصر «داعش» بينهم قيادي سوري الجنسية وإصابة 20 آخرين بجروح نتيجة استهداف مقاتلات التحالف آليات للتنظيم في أطراف الرقة»، مشيراً الى ان «آليات التنظيم كانت بصدد التوجه نحو ريف حلب الشمالي الشرقي».
واضاف أن «ثمانية على الأقل من عناصر داعش قتلوا جراء قصف من مقاتلات التحالف الدولي مراكز التنظيم قرب بلدة صوران أعزاز في ريف حلب».
وقال «المرصد» ان منطقة الزراعة وسط اللاذقية الساحلية «شهدت أمس اعتصاماً نفذه عشرات المواطنين طالبوا بتحرك لفك الحصار من الفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب»، إضافة الى اعتصامات في مناطق في مدينة حلب رفع المشاركون المطالب ذاتها. وقطع مواطنون في حمص طرقاً للضغط على النظام لـ «فك الحصار عن كفريا والفوعة».
في موسكو، دعا لافروف أمام طلاب جامعة موسكو للعلاقات الدولية شركاء روسيا الغربيين الى التخلي عن المطالبة برحيل الأسد كشرط مسبق لتسوية الأزمة، مشيراً الى ان هذا «النهج قاد اصحابه الى القضاء على صدام حسين ومعمر القذافي وأوصل العراق وليبيا الى الأوضاع التي يعاني منها البلدان». وأضاف ان ربط الشروع في التصدي للإرهاب برحيل الأسد «امر غير منطقي بل وضار»، قائلاً ان « الجيش (النظامي) السوري الذي يقوده الأسد هو القوة الأكثر فاعلية على الأرض في التصدي للإرهاب». كما جدد التأكيد على المبادرة التي قدمها الرئيس فلاديمير بوتين لـ «تشكيل تحالف يضم الى جانب الجيشين السوري والعراقي والقوات الكردية لزيادة فعالية التصدي للإرهاب وأخطاره وتوحيد جهود جميع الأطراف التي تدرك الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى».
وفي انقرة قال مصدر حكومي أن جندياً تركياً قُتل واصيب آخر في إطلاق نار عبر الحدود من أراض يسيطر عليها «داعش».