تعمل شركة ألياف صناعية ناشئة تدعى “راز لابس” مع محطة الفضاء الدولية لاختبار “مواد ذكية” و”نشطة كهربائيا” بإمكانها أن تتقلص أو تنكمش وأن تتكيف مع الأطراف مثل الأنسجة الحية في العضلات البشرية عندما يسري تيار خلالها، الأمر الذي يمهد لصنع روبوتات أقرب للبشر في ملمسها وحركتها.
ويوضح موقع تيك كرنتش -المعني بشؤون التقنية- أن الشريك المؤسس لـ”راز لابس”، لينور رازموسين، عثرت على هذه المادة بالصدفة قبل سنوات أثناء مزجها مواد كيمائية في مختبر “فيرجينيا تيك”، وصادف أن أخطأت بمقادير المكونات، لكن نتج عن ذلك فقاعة من هلام متذبذب، لاحظت أنه انكمش وتمدد مثل العضلات عندما عرضته لتيار كهربائي.
وبعد عدة سنوات كاد قريب رازموسين يفقد قدمه في حادث ما، فبدأت عملية البحث في تقنية الأطراف الصناعية لكنها لم تعثر على بدائل جيدة ذات مظهر مشابه للجسم البشري أو يشعر مستخدمه بالراحة، فعادت إلى اكتشافها لاختراع شيء يبدو ويُشعِر صاحبه ويتصرف مثل العضلات ويلائم جسم الإنسان.
بدوره قال الرئيس التنفيذي للشركة “إيريك ساندبيرغ” إنه معجب بما يفعله الفريق “لإعادة صنع ذراع لوك سكاي ووكر في الجزء الخامس من فيلم حرب النجوم”، وقال إن تلك الذراع هي على نحو ما الهدف الأسمى للأطراف الصناعية، فهي تقدم تلك الحركة والتحكم والبراعة الأشبه بالذراع الحية.
بين الأرض والفضاء
وتقول الشركة إنه بالإمكان تكييف المادة لتلائم اللحم البشري، بمعنى أن البطانات الصناعية ستتقلص وتملأ التجويف للحفاظ على وضعية ملائمة لجسم المريض، ووفقا لساندبيرغ فإنه بإمكان المادة كذلك التجاوب وتعديل ذاتها عندما يُنهك مستخدمها بعد رياضة الجري أو المشي لمسافات طويلة.
وإلى جانب استخدام هذه المادة على الأرض، يسعى الفريق إلى تجربة استخدامها في الفضاء، حيث تقول إن المختبر أرسل حزمة من هذه البوليمرات على متن الصاروخ فالكون9 التابع لشركة سبيس إكس بوقت سابق هذا العام لمعرفة كيف ستتماسك في الفضاء.
وأوضحت رازموسين أن المواد كانت قادرة على تحمل بيئات متنوعة عدائية حقا للحياة، وأن ما يتم اختبارها فيه في محطة الفضاء الدولية هو مدى مقاومتها للإشعاع، لكن سيتحتم على رازموسين الانتظار لبعض الوقت لمعرفة نتائج تلك الاختبارات، وذلك لأن موادها ستظل في المدار حتى وقت ما في عام 2016 عندما يعود الصاروخ إلى الأرض.
وأكدت الباحثة أن هذا الاكتشاف يقودنا خطوة أقرب في طريق جعل روبوتات المستقبل تبدو كالبشر في ملمسها ومظهرها، حيث من الممكن تصميم المادة لتبدو كاللحم البشري وأن تأخذ شكل الأطراف البشرية.
وعبرت عن اعتقادها أنه سيكون ممكنا تجربة تلك العضلات الصناعية على كل من البشر والروبوتات بعد نحو خمس سنوات، كما تأمل أن يتم استخدام المواد في مهمة وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ عام 2020.
وختمت بقولها “إننا نصنع من الخيال العلمي حقيقة”.