شن الطيران الروسي 60 غارة على مناطق في حماة وإدلب وحلب وقتل 200 من «لواء الحق» المعارض، في وقت أعلن البيت الأبيض أن التدخل العسكري الروسي «يقوض إمكانات الحلول السياسية» في سورية بالتزامن مع قرار وزارة الدفاع (بنتاغون) التخلي عن برنامج تدريب وتسليح المعارضة ضد «داعش». كما أعلن عن مقتل أرفع ضابط من «الحرس الثوري الإيراني» في ريف حلب.
وسيطر «داعش» على بلدات عدة في شمال مدينة حلب إثر معارك عنيفة ليلاً مع الفصائل المقاتلة. وأكد التنظيم المتطرف في بيان أنه وصل فعلياً إلى «مشارف حلب». ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ما حصل بمثابة «أكبر تقدم لتنظيم الدولة الإسلامية باتجاه حلب».
وبعد سيطرته على البلدات ، لم يعد «داعش» يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الأطراف الشمالية للمدينة وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. وأوضح أن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة».
وكان الجيش النظامي السوري بدأ قبل يومين عملية برية واسعة في وسط سورية وشمال غربها مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية. وبحسب المرصد، فإن الحملة البرية «تهدف بالدرجة الأولى الى حماية مناطق سيطرة النظام في محافظتي حماة واللاذقية، لتشن قوات النظام بعد ذلك هجوماً مضاداً لاستعادة محافظة إدلب (شمال غرب)».
وأكد الكرملين الجمعة أن الجيش الروسي سيواصل ضرباته العسكرية طوال الفترة التي سيستغرقها هجوم الجيش السوري البري. كما أعلن الجيش الروسي أنه قصف 60 «هدفاً إرهابياً» في سورية في الساعات الـ24 الأخيرة في تكثيف لضرباته منذ بدء التدخل العسكري في 30 أيلول (سبتمبر). وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور ماكوشيف، أن كل الطلعات نفذت من مطار حميميم العسكري في اللاذقية، مضيفاً أن «الغارات الروسية أسفرت عن تدمير 17 معسكراً وقاعدة لتدريب الإرهابيين، و6 مراكز قيادة وعقدة اتصالات، و6 مخازن للذخيرة والوقود، و3 مخابئ تحت الأرض في محافظة اللاذقية». ولفت إلى «تدمير مقر لتنظيم «لواء الحق» بإصابة مباشرة بواسطة قنبلة «كاب 500 إس»، ما أدى إلى مقتل قياديين في «داعش» وقرابة 200 مسلح».
وأفاد «المرصد» لاحقاً بأن طائرات روسية «استهدفت مقراً للفرقة 13 في منطقة تل عاس بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن إصابة العناصر الموجودين في المقر بجراح متفاوتة، أحدهم لا يزال في حالة حرجة، إضافة الى تدمير المقر». و «الفرقة 13» إحدى الكتائب التي تحصل على صواريخ «تاو» الأميركية، وبثت في الأيام الأخيرة أشرطة أظهرت تدمير عدد من الدبابات السورية في ريفي إدلب وحماة.
وكانت مصادر أفادت بأن دولاً إقليمية بدأت تزويد فصائل معارضة بمئات الصواريخ المضادة للدروع لوقف تقدم القوات النظامية بغطاء روسي في وسط البلاد.
وتواصل القاهرة اتصالاتها المتسارعة مع موسكو، التي تتركز حول الملف السوري، في مسعى لتأكيد تحقيق الحل السياسي للأزمة، وأيدت مصر الضربات الروسية ضد تنظيم «داعش» على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، كما خرجت إشارات ضمنية عدة من القاهرة تدعم الضربات لـ «القضاء على التنظيم الإرهابي في العراق وسورية والحيلولة دون تقدمه واستفحاله في ليبيا وسيناء».
وأوضحت مصادر مطلعة، أن الاتصالات المصرية- الروسية بحثت في استجلاء أنباء عن عمليات روسية طاولت مدنيين سوريين. وأشارت إلى أن القاهرة طلبت من موسكو توسيع التحالف والتنسيق في عملياته مع دول المنطقة حتى يحقق الغرض منه، وقالت المصادر: «هناك مطالبات عدة بتغيير الموقف المصري من الضربات الروسية، في الوقت الذي لم تذهب فيه القاهرة بعيداً في دعم الموقف الروسي مكتفية بتصريحات وإشارات ضمنية».
في واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تدرس إقامة مناطق حظر طيران في سورية بعد أنباء عن اقتراح قدمه وزير الخارجية جون كيري في هذا الصدد، لكنه قال إن العمليات العسكرية الروسية في سورية «تقوض المجال أمام حل سياسي».
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أعلن تقليص برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة لقتال «داعش»، قائلاً: «النموذج السابق كان قائماً على تدريب وحدات من المشاة. ونقوم الآن بالتغيير إلى نموذج من شأنه أن يؤدي إلى إمكانات قتالية عسكرية أكبر». وأشار إلى أنه سيبدأ العمل بالأسلوب الجديد «خلال أيام».
وأعلن «الحرس الثوري الإيراني» مقتل أحد «كبار مستشاري الحرس الثوري» حسين همداني من دون توضيح ظروف مقتله، لكن «داعش» أعلن أنه قتل خلال قصف مطار كويرس. والجنرال همداني أرفع ضابط ايراني يقتل منذ بدء النزاع في سورية.