دارت معارك ضارية في بلدة كفرنبودة في وسط سورية بين القوات الحكومية مدعومة بغارات روسية وعناصر المعارضة بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل لقائه في موسكو اليوم المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا ضرورة ربط «الجهود الدولية للتسوية بالحزم في مواجهة الإرهاب»، في وقت ألقت طائرات أميركية آلاف الأطنان من الذخيرة الى تحالف كردي – عربي قد يضم حوالى 50 الف مقاتل استعداداً لطرد «داعش» من الرقة شرق سورية.
وقالت الخارجية الروسية ان لافروف سيركز في لقائه دي ميستورا، الذي يزور موسكو ثم واشنطن، على سبل دفع التسوية السياسية من دون اشارة الى ان موسكو قد تطرح افكاراً جديدة في هذا الشأن، لكن لافروف قال ان بلاده تنوي تنشيط اتصالاتها مع اطراف اقليمية ودولية لإحياء مسار التسوية وإن «لقاءات اضافية بممثلي دول المنطقة ستعقد قريباً». وأشار الى ان بلاده اجرت اخيراً سلسلة اتصالات بمختلف الجهات الإقليمية التي لها تأثير في أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك الشركاء السعوديون والإماراتيون والإيرانيون والأتراك». وجدد استعداد موسكو للتعاون مع «المعارضة الوطنية التي ترفض الأساليب الإرهابية، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع أن الطيران الروسي نفذ خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 55 طلعة من مطار اللاذقية وقصف 53 هدفاً. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن مقاتلات من طرازات «سوخوي 24» و»سوخوي 25 « و»سوخوي 34» قصفت مواقع في محافظات حمص وحماة واللاذقية وإدلب. وأضاف أن مقاتلة «سوخوي30» انضمت إلى مجموعة القوات الجوية الروسية العاملة في سورية.
و قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «جدّد الطيران الحربي الروسي قصفه مناطق في بلدة كفرنبودة بريف حماه الشمالي الغربي ليرتفع إلى نحو 40 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية، منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في البلدة ومحيطها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات ثانية من جهة أخرى في البلدة».
وكان مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن قال ان «قوات النظام سيطرت على الحي الجنوبي من كفرنبودة في ريف حماة الشمالي تحت غطاء جوي من الطائرات الروسية»، لكن مصادر معارضة افادت بأن مقاتلي المعارضة طردوا قوات النظام منها وقتلوا حوالى 50 عنصراً وضابطاً.
وفي شمال البلاد، أكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أمس «سيطرة الجيش على المنطقة الحرة الواقعة على اطراف مدينة حلب بتغطية جوية روسية» بعد اشتباكات مع فصائل مقاتلة. وأشار نشطاء معارضون إلى ان «داعش» المتطرف «سلم المنطقة لقوات النظام بعد طرد مقاتلي المعارضة منها».
في واشنطن، قال ناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) ان الولايات المتحدة ألقت جواً الأحد ذخائر في شمال شرقي سورية لعناصر من المعارضة يتصدون لـ «داعش»، بالتزامن مع اعلان عن تشكيل «الجيش السوري الديموقراطي» (جسد) الذي يضم حوالى 50 ألف مقاتل كردي – عربي نصفهم من «وحدات حماية الشعب» الكردي استعداداً لاقتحام مدينة الرقة عاصمة تنظيم «داعش» بالتنسيق مع غارات التحالف الدولي.
وأكد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أن التحالف «خطوة يجب أن تتسع بحيث تضم جميع القوى المؤمنة بسورية ديموقراطية علمانية بعيدة من التطرف» وتشكل مع الإدارات الذاتية نموذجاً للبلاد، في وقت قال قائد «وحدات حماية الشعب» سيبان حمو لـ «الحياة» إن اتصالات تجري مع التحالف الدولي لتحديد ساعة الصفر لطرد «داعش» من الرقة والمتوقع «خلال أسابيع».