استشهد ثلاثة فلسطينيين قالت إسرائيل إنهم حاولوا طعن جنود في الخليل والقدس المحتلة، في وقت طالبت السلطة الفلسطينية بإجراء تحقيق دولي فوراً في «عمليات الإعدام خارج نطاق القانون» التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد مدنيين فلسطينيين.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنه وجه رسالة إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة كريستوف هينز، و «طالبناه رسمياً بإجراء تحقيق فوري في حالات القتل التي ترعاها دولة الاحتلال بحق عدد من أبناء شعبنا الفلسطينيين»، مضيفاً أن «المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، يتم استهدافهم بشكل ممنهج من قوات الاحتلال ضمن عمليات الإعدام المباشر خارج نطاق القانون».
وأمس، استشهدت الفتاة بيان العسيلي (16 عاماً) برصاص مجندة إسرائيلية ادعت أنها حاولت طعنها، غير أن مصادر محلية أكدت أن العسيلي تعرضت الى إطلاق النار لدى مرورها قرب حاجز عسكري مقام في حي «واد الغروس» شرق الخليل.
وسبق مقتلها مقتل الشاب فضل القواسمي (18 عاماً) في الخليل حيث قال شهود إن مستوطناً اعترض طريقه أثناء مروره قرب بؤرة «بيت هداسا» الاستيطانية، ووجه له سيلاً من الألفاظ النابية والشتائم، ثم أطلق عليه النار. وتداولت مواقع إعلامية مقطعاً من فيديو يوضح لحظة إعدام القواسمي، ويظهر جندياً يعطي آخر شيئاً بدا أنه سكين وضعها بجانب رأس القواسمي لاتهامه بمحاولة تنفيذ عملية طعن.
وفي مدينة القدس، قُتل الفتى معتز أحمد عويسات (16 عاماً) قرب مستوطنة «أرمون هنتسيف» المقامة على أراضي حي جبل المكبر. وأعلنت السلطات لاحقاً أن أحد المستوطنين أبلغ الجنود بأنه يشتبه في أن الفتى يحمل سكيناً، فأوقفوه وفتشوه، وأطلقوا النار عليه وقتلوه بعد أن عثروا على سكين في ملابسه.
وواصل الإعلام الإسرائيلي التشكيك في روايات الشرطة عن مقتل فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بتنفيذ هجمات طعن، وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «شهيد القدس… لاحقوه لأنه يضحك… فأردوه قتيلاً». وكتبت أن الجنود سارعوا الى إطلاق رصاصات عدة على الفتى معتز عليان (16 عاماً) من جبل المكبر أول من أمس، فأردوه قتيلاً بعد أن قام مستوطن بإبلاغهم أنه يشتبه بالطفل لأنه يحمل حقيبته ويضحك. ونقلت عن المستوطن أنه ما إن وصل الى منزله حتى سمع بطلقات نارية، فأخبرته زوجته أنه تم قتل «إرهابي» في المنطقة. وادعى أن الفتى كان مثيراً للريبة ويحمل حقيبة مشبوهة.
في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تحذيره من خطر تحول تنظيم «داعش» الإرهابي إلى القضية الفلسطينية نظراً للأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية والقدس. وقال في كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، إنه في حال فشل هذه المساعي الأخيرة للتفاوض في شأن تسوية، فإن بلاده ستتحمل مسؤولياتها وتعترف بالدولة الفلسطينية، من دون التخلي عن شرطيْ ضمان أمن إسرائيل وتحقيق العدالة للفلسطينيين.
من جانبه، أعرب الرئيس باراك أوباما عن قلقة حيال انفجار العنف، مؤكداً «القناعة بأن من حق إسرائيل حفظ النظام والقانون وحماية مواطنيها من الهجمات بسكاكين وأعمال العنف في الشوارع». وصرح ديبلوماسي أميركي أول من أمس بأن كيري تحدث الخميس والجمعة الى كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، طالباً العمل من اجل إعادة الهدوء. كما أكد مسؤول إسرائيلي احتمال انعقاد لقاء بين كيري ونتانياهو عندما يتوجه الأخير الى برلين الأربعاء.