واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتقادات حادة غداة تصريحات اتهم فيها مفتى القدس الراحل الحاج أمين الحسيني بأنه أوحى بفكرة إبادة يهود أوروبا للزعيم النازي أدولف هتلر.
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو جدلا قبيل ساعات من زيارته المقررة لألمانيا بقوله إن مفتي القدس الراحل الحاج أمين الحسيني هو الذي أقنع الزعيم النازي أدولف هتلر بإبادة اليهود. ففي كلمة ألقاها نتانياهو أمام المؤتمر الصهيوني أشار نتانياهو إلى هجمات شنها مسلمون على اليهود في فلسطين في العشرينات وقال إنها جاءت بناء على دعوة من الحسيني مفتي القدس حينذاك.
وجاءت ردود الفعل الأولى من إسرائيل، إذ كتب اسحق هرتزوغ، زعيم المعارضة الإسرائيلية على صفحته على موقع فيسبوك “حتى ابن مؤرخ عليه أن يكون دقيقا عندما يتعلق الأمر بالتاريخ”، وذلك في إشارة إلى والد نتانياهو، الذي كان متخصصا في التاريخ اليهودي وتوفي في 2012. ووصف هرتزوغ كلام نتانياهو بأنه “تشويه خطير للتاريخ (…) ويقلل من خطورة ة المحرقة والنازيين والدور الذي لعبه أدولف هتلر في المأساة الرهيبة التي عانى منها شعبنا في المحرقة”. وطالب نتانياهو بتصحيح كلماته “على الفور”.
وحتى وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية موشي يعلون، وهو حليف لنتانياهو، قال لراديو الجيش إن رئيس الوزراء أخطأ “ولم يكن (الحسيني) بالقطع من ابتكر الحل النهائي.. بل كان من بنات أفكار هتلر الشيطانية.”
هتلر في لقاء مع مفتي القدس الحاج أمين الحسيني عام 1941
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن نتانياهو “برأ هتلر ولبس الحاج أمين الحسيني مسؤولية هذه الجريمة النكراء التي وقعت بحق اليهود.” ودعا يهود العالم أن ينتبهوا إلى “الاستعمالات الخاطئة وأحيانا المقصودة لضرب موقفنا بهذه الطريقة الدنيئة الحقيرة.”
وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “إنه ليوم حزين في التاريخ، ذلك اليوم الذي يكره فيه زعيم الحكومة الإسرائيلية جيرانه للدرجة التي تدفعه إلى تبرئة أشهر مجرم حرب في التاريخ -أدولف هتلر- من قتل ستة ملايين يهودي.” وأضاف عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين “على السيد نتانياهو أن يتوقف عن استغلال هذه المأساة التاريخية لكسب نقاط تخدم غايته السياسية.”
ويشار إلى أن الحكومة الألمانية أعلنت، في رد على نتانياهو، مسؤولية ألمانية عن هذه الجريمة النكراء. وقال المتحدث باسم ميركل: “هذا يدرس في المدارس الألمانية وعن حق ويجب عدم نسيانه أبدا. لا أجد مبررا لتغيير رؤيتنا للتاريخ بأي شكل. نعرف أن مسؤولية هذه الجريمة ضد الإنسانية مسؤولية ألمانية.. هي مسؤوليتنا نحن.”