المعارضة السورية تشكل هيئة التفاوض وتستعد للقاء الحكومة

أبدت المعارضة السورية استعدادها للتفاوض مع النظام، مشترطة رحيل الرئيس بشار الاسد “مع بداية المرحلة الانتقالية”، وذلك في ختام مؤتمر استمر يومين في الرياض وهدف الى توحيد مكوناتها السياسية والعسكرية تمهيدا للمفاوضات.

أظهرت نسخة من البيان الختامي لاجتماع قوى المعارضة السورية في الرياض اطلعت عليها رويترز توقيع جبهة أحرار الشام الإسلامية المسلحة على البيان الصادر في ثاني أيام المؤتمر رغم إعلانها في وقت سابق اليوم الخميس انسحابها منه.

واتفق المجتمعون في العاصمة السعودية من نشطاء سياسيين وفصائل معارضة على تكوين فريق موحد للإعداد لمحادثات سلام مقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال عبد العزيز الصقر الذي ترأس الاجتماع في مؤتمر صحفي إن وفدا من المعارضة سيلتقي بمسؤولين من الحكومة في الأيام العشرة الأولى من يناير كانون الثاني المقبل.

واستهدفت المحادثات في السعودية جمع نشطاء المعارضة والفصائل المسلحة قبل محادثات سلام مع حكومة الأسد اقترحت عقدها قوى عالمية في اجتماع في فيينا الشهر الماضي. ودعا بيان صدر في ختام مؤتمر الرياض الذي استمر يومين إلى دولة مدنية ديمقراطية تحتوي الجميع ولا تقصي أحدا. وطالب بضرورة مغادرة الرئيس الأسد سدة الحكم في بداية فترة انتقالية. وحث البيان على الحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وقال البيان إن المعارضة مستعدة للدخول في محادثات مع ممثلين عن الحكومة السورية وقبول وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة.

ودعا الاجتماع الأمم المتحدة إلى الضغط على الحكومة السورية لاتخاذ إجراءات لبناء الثقة قبل بدء محادثات سلام مزمعة. وقال البيان الذي صدر في ختام اجتماع الرياض إن هذه الإجراءات “تشمل إيقاف أحكام الإعدام الصادرة بحق السوريين بسبب معارضتهم للنظام وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وعودة اللاجئين والوقف الفوري لعمليات التهجير القسري وإيقاف قصف التجمعات المدنية بالبراميل المتفجرة وغيرها.”

وقال عدة مندوبين إن المؤتمر اتفق على أن الأسد ومساعديه يجب الا يقوموا بأي دور في الانتقال إلى الديمقراطية. ويمثل هذا موقفا أكثر تشددا من مواقف عدة دول أوروبية تدعم خصوم الأسد. ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسد إلى التنحي بعد وقت قصير من الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكمه في مارس آذار 2011.

ورغم أن جميعهم يقولون إن الأسد يجب أن يرحل في النهاية إلا أنهم اصبحوا أقل تحديدا بشأن توقيت الرحيل مما يشير إلى انهم قد يقبلون بقاءه لفترة مؤقتة.

وكان مصير الأسد واحدا من عدة قضايا تركت دون حل في اجتماع فيينا الشهر الماضي الذي حضرته روسيا والولايات المتحدة ودول أوروبية وشرق أوسطية بينها السعودية وإيران التي تدعم كل منها جانبا من الجانبين المتحاربين في سوريا.

+ -
.