قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لن يوافق أبداً على أن تقرر أي قوة خارجية من الذي سيحكم سورية، مشيراً إلى أنه ما من سبيل لتسوية الأزمة السورية إلا من خلال الحل السياسي.
وأشار في مؤتمر صحافي سنوي، إلى أن بلاده تؤيد على نحو عام المبادرة الأميركية لإعداد قرار في مجلس الأمن في شأن سورية، وأضاف أن مسودة القرار مقبولة ككل.
وناشد الرئيس الروسي كل أطراف الأزمة السورية أن تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق. و قال إن بلاده ستواصل العمليات العسكرية ما دامت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة في القتال.
ومضى قائلاً إنه غير متأكد مما إذا كانت روسيا تحتاج قاعدة دائمة في سورية، لأن موسكو تملك أسلحة قوية بما يكفي «لضرب أي أحد» على مسافة تبعد آلاف الكيلومترات عن حدودها.
واعتبر الرئيس الروسي بوتين أن الضربات التي يشنها الطيران الروسي في سورية «تدعم» ليس فقط هجوم القوات الحكومية، لكن أيضاً المعارضة التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال بوتين «ندعم بالضربات جهودهم (المعارضة) في مكافحة داعش مثلما ندعم جهود الجيش السوري».
ومن ناحية أخرى أشار الرئيس الروسي إلى أنه «لا يرى أي احتمال» لتحسن العلاقات مع القيادة الحالية في تركيا، بعدما أسقطت طائرة حربية روسية الشهر الماضي.
وقال بوتين «من الصعب علينا التوصل إلى اتفاق مع القيادة التركية الحالية حتى إذا كان ذلك ممكناً».
وأضاف أن اسقاط الطائرة الروسية كان «عملا عدائياً» وأنه لا يفهم لماذا أقدمت تركيا عليه.
وقال «ماذا حققوا؟ ربما اعتقدوا أننا سنهرب من هناك (سورية)؟ لكن روسيا ليست هذه الدولة».
ومن جانب آخر قال إن تقييم برميل النفط بخمسين دولاراً في موازنة العام 2016 مفرط في التفاؤل.
وأضاف، «حسبنا موازنة العام المقبل بناءً على 50 دولاراً للبرميل. هذا تقييم مفرط في التفاؤل في الوقت الحالي. سعره الآن 38 دولاراً، لذا سنضطر لإصلاح ذلك».
وقال أن روسيا اجتازت ذروة الأزمة الاقتصادية، لكن توقعات الحكومة بتحقيق نمو اقتصادي يبلغ 0.7 في المئة في 2016 و1.9 في المئة في 2017 تستند إلى افتراضات بأن سعر النفط سيكون 50 دولاراً للبرميل.
من جانب آخر، أوضح بوتين إن روسيا سترفع كل القيود على الرحلات إلى مصر بمجرد تطبيق إجراءات موثوق بها لمحاربة الإرهاب، وأضاف «بمجرد أن نحدد الآليات التي ستضمن بشكل موثوق به سلامة مواطنينا سنرفع كل القيود، هذا العمل يتم من حيث المبدأ مع شركائنا المصريين».
وأشار إلى أن «القيود على الرحلات المباشرة لمصر التي فرضتها روسيا بعدما خلصت إلى أن قنبلة انفجرت في طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء يوم 31 تشرين الأول (اكتوبر) لا يعني أن موسكو تفتقر للثقة في الحكومة المصرية.