المحادثات السورية التمهيدية في جنيف تدخل يومها الثاني

قالت مصادر مقربة من الوفد الحكومي السوري لموفد بي بي سي الى جنيف إن المحادثات التي جرت قبل ظهر الثلاثاء بين الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري والمبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا والتي استمرت لساعتين ونصف وقد ركز خلالها الوفد الحكومي على مجموعة نقاط ابرزها ضرورة تقديم القوائم لوفود المعارضة في اسرع وقت ممكن وقد وعد دي ميستورا بتقديم هذه القوائم غدا الاربعاء الى الوفد السوري.

أما النقطة الثانية التي جرى بحثها فكانت مصير وفود المعارضة الاخرى غير وفد الهيئة العليا للمعارضة في الرياض.

كما طالب الوفد الحكومي ان تصدر الهيئة العليا للمعارضة في الرياض بيانا يدين التفجيرات التي حصلت في حي السيدة زينب قرب دمشق و”كل الاعمال الاجرامية لتنظيمي الدولة الاسلامية والنصرة” حسب الجعفري.

واشار الجعفري حسب هذه المصادر الى ان الحكومة السورية جاءت لاجراء محادثات دون شروط مسبقة وهي لا تقبل من جانبها اي شروط مسبقة لبدء المحادثات مع اطراف المعارضة.

من جهة اخرى نقلت مصادر لموفد بي بي سي ان الاجتماع الذي عقد صباح الثلاثاء بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ووفد العلمانيين الديمقراطيين المعارض المكون من قدري جميل ورندة قسيس وهيثم مناع لم يؤد الى نتائج على صعيد اعلان المشاركة في المحادثات من قبل هذا الوفد.

ونقلت المصادر ان هيثم مناع قد غادر الاجتماع نتيجة خلافات ظهرت خلال المحادثات.

ووكانت المعارضة في بادئ الأمر طالبت برفع الحصار المفروض على عدة مناطق وإنهاء الغارات الجوية وإطلاق سراح سجناء، وذلك قبل التوجه إلى جنيف.

ووفقا لخطة الأمم المتحدة، تُجرى المحادثات عبر وسيط وليس بصفة مباشرة.

ويُنظر إلى الحقيقة المتمثلة في مشاركة طرفي النزاع في المحادثات على أنه أمر إيجابي، لكن المعارضة مازالت في انتظار بادرة على أن الحكومة ستستجيب لمطالبها بشأن الإجراءات الإغاثية، بحسب إيموجين فوكس مراسلة بي بي سي في جنيف.

وتزعم الحكومة السورية أن المعارضة غير جادة إزاء محاولات إرساء السلام.

وقُتل أكثر من 250 ألف شخص واضطر 11 مليونا للنزوح في الحرب المستمرة منذ نحو 5 سنوات، والتي تشهد نزاعا بين حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات معارضة بالإضافة إلى ما يُعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

ووصف ممثلون عن جماعات المعارضة السورية اجتماعهم أمس مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا بأنه إيجابي.

لكنهم مازالوا في انتظار نتيجة مناقشات مسؤولي الأمم المتحدة مع وفد الحكومة اليوم قبل أن يقرروا الانضمام رسميا إلى عملية السلام.

ودعا المتحدث باسم المعارضة، سالم المسلط، إلى الوقف الفوري لما قال إنه هجمات تشنها روسيا ضد مسلحي المعارضة.

وقال المسلط “جئنا هنا لمناقشة القرار 2254 مع المبعوث الخاص… (بحثنا) رفع الحصار ووقف الجرائم المرتكبة من خلال الضربات الجوية الروسية في سوريا. واعتقد أننا تلقينا في واقع الأمر رسائل إيجابية جدا من المبعوق الخاص”.

وبالرغم من أن دي ميستورا طالب علنا بتبني مثل هذه الإجراءات أمس، بدا أن حدة القتال تشتد على الأرض في سوريا.

وفي ظل غياب تحرك من الحكومة السورية لتحسين الوضع الإنساني للمدنيين، ربما يكون من الصعب المضي قدما بالمحادثات وتوسيع المناقشات لتشمل وقفا لإطلاق النار أو انتقالا سياسيا للسلطة، بحسب مراسلتنا.

+ -
.