بوتين يؤكد استمرار دعم دمشق «عسكرياً واستخباراتياً»… والقدرة على العودة «خلال ساعات»

حسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التكهنات حول قرار الانسحاب من سورية، وقال أن بلاده قادرة على العودة «خلال ساعات». وشدد على مواصلة دعم الحكومة السورية «عسكرياً واستخباراتياً» والمحافظة على «توازن القوى»، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى التزام موسكو الحل السياسي، مؤكداً أن ما قامت به بلاده في سورية «فتح الطريق إلى السلام».
وبعد مرور أيام على صدور قرار الانسحاب الجزئي من سورية، تعمّد بوتين وضع حد للتكهنات الكثيرة التي أعقبته، وقال خلال مراسم تكريم عسكريين شاركوا في الحملة السورية، أن موسكو نجحت في تقليص الخطر الإرهابي وإطلاق عملية سياسية. وزاد أن «الجيش السوري استعاد المبادرة الاستراتيجية ويواصل التقدم»، مؤكداً أنه «في حال رصد خرق نظام وقف إطلاق النار في سورية من جانب مجموعات مسلحة مدرجة على لائحة الولايات المتحدة، سيتم استبعادها من قائمة الهدنة». وأكد استمرار بلاده في تقديم كل أشكال الدعم للاسدشش بما فيها العسكري والاستخباراتي، قائلاً أن بلاده ستواصل ضمان «توازن القوة في سورية، حتى بعد سحب التشكيلات الروسية»، لافتاً إلى «بقاء منظومات الدفاع الجوي «إس – 400» و «بانتسير» على الأراضي السورية، محذراً من أنه «لا يحق لأحد انتهاك المجال الجوي السوري». وأشار بوتين إلى أن روسيا عززت القوات المسلحة السورية التي أصبحت الآن قادرة «ليس فقط على صد الإرهابيين، بل وإجراء عمليات هجومية ناجحة ضدهم».
وأكد بوتين أن بلاده «قادرة على زيادة قوام قواتها في سورية خلال ساعات عدة إذا دعت الضرورة». لكنه استدرك أن روسيا تختار العملية السلمية وليس التصعيد العسكري، موضحاً أن «التصعيد العسكري ليس خيارنا ونعوّل على التفكير السليم للقيادة السورية والمعارضة».
وأعلن بوتين للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سورية، عن تكاليف هذه الحملة التي وصلت إلى 33 بليون روبل (نحو نصف بليون دولار). وقال أن هذه الأموال أُنفقت من موازنة وزارة الدفاع، وسيكون على روسيا أن تنفق أموالاً إضافية لإعادة تأهيل بعض القطعات التي شاركت في الحملة، والقيام بعمليات الصيانة اللازمة، إضافة إلى إدخال الإصلاحات والتعديلات اللازمة على القطع والمعدات التي أظهرت تجربتها في سورية أنها تحتاج إلى تحسينات.
وخاطب الرئيس الروسي العسكريين الذين شاركوا في العمليات في سورية مشيداً بآدائهم، وفاخر بأن الحرب في سورية مكّنت روسيا من تجربة أسلحة وتقنيات حربية كثيرة لم يكن من الممكن القيام باختبارها في ظروف أخرى لأنها «كانت فرصة نادرة ومهمة أن نختبر في ميدان المعركة تقنياتنا، وهذا ستكون له فوائد كبرى». وقال أن عدد الطلعات الجوية التي تنفّذها القوات الفضائية الروسية في سورية انخفض إلى الثلث مقارنة بمرحلة بدء العملية. وقال بوتين أن القوات الروسية «نفذت مهماتها في سورية في شكل ممتاز، وكانت تعمل في شكل فعال ومنسق»، مضيفاً أن قوات الطيران التكتيكي والاستراتيجي تحمّلت المسؤولية عن تنفيذ أهم المهمات وأخطرها في سورية. وأوضح أن مهمة روسيا كانت تتمثل في مكافحة الإرهاب لكي لا ينتقل إلى أراضيها، مشيراً إلى أن القوات الجوية الروسية هدفت منذ البداية إلى دعم العمليات الهجومية للجيش السوري ضد المنظمات الإرهابية. وأكد أن موسكو أكدت مباشرة أنها لا تنوي التورط في النزاع السوري الداخلي.
وأكد الرئيس الروسي أن روسيا قامت بتهيئة الظروف للعملية السلمية و «فتحت الطريق إلى السلام» في سورية، مضيفاً: «تمكنا من إقامة تعاون إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وكذلك القوى المعارضة المسؤولة داخل سورية التي تريد بالفعل وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي الوحيد الممكن للأزمة». وأعلن أنه تجب مساعدة السوريين في إعادة إعمار بلادهم.
ومنح بوتين خلال المراسم التي أقيمت في الكرملين 17 عسكرياً أوسمة، بمن فيهم سيدة واحدة، شاركوا في العملية السورية، وأشاد أيضاً في كلمته بنسوة حضرن الاحتفال وكن قد ترمّلن نتيجة مقتل أزواجهن في سورية.

+ -
.