أكدت دراسة حديثة أن معظم سكان العالم يشاركون نسبة تتراوح بين اثنين وأربعة في المئة من الحمض النووي للإنسان البدائي “نياندرتال” بينما هناك عدد قليل هم من ورثوا الجينات من إنسان “دينيسوفا” المنقرض.
يوجد الحمض النووي لدينيسوفا فقط لدى سكان جزر المحيط الهادئ، بينما جينات نياندرتال هي أكثر انتشارا، بحسب الباحثين الذين نشروا دراستهم في دورية “ساينس” العلمية.
لكن هناك بعض الأجزاء من شفرتنا الجينية تحمل آثارا قليلة من أسلافنا المنقرضين.
وقال الدكتور جوشوا اكي خبير علم الوراثة التطورية البشرية من مدرسة الطب في جامعة واشنطن بالولايات المتحدة: “هذه مناطق كبيرة ومثيرة للاهتمام بالفعل. ستكون هناك مهمة كبيرة وطويلة للتعرف بشكل كامل على الاختلافات الجينية بين البشر وإنسان دينيسوفا و نياندرتال في هذه المناطق والسمات التي تركوها”.
كهف سيبيريا
تمثل دراسات الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين (الرموز التي تبني البشر) أهمية خاصة في حالة الدينيسوفا، والتي لا توجد بشكل كبير في السجل الأحفوري.
واكتشفت أنواع البشر ما قبل التاريخ قبل أقل من عقد من خلال تحليل جيني لعظمة أصبع اكتشفت في كهف شمالي سيبيريا.
واكتشفت كميات كبيرة من الحمض النووي لإنسان الدينيسوفا في الجينومات الوراثية لدى فقط مجموعة قليلة جدا من البشر في العصر الحديث.
وقال الدكتور اكي في تصريح لبي بي سي: “الجينات الي وجدناها في إنسان الدينيسوفا توجد فقط في هذا الجزء من العالم (أوقيانوسيا) وهذه بعيدة جدا عن هذا الكهف الموجود في سيبيريا.”
وأضاف بأن الأماكن التي ربما حدث فيها اتصال جسدي بين أسلاف البشر الحاليين مع إنسان الدينيسوفا لا يزال يخضع للدراسة.
وأوضح أن الدينيسوفا ربما التقوا الإنسان الأول في مكان ما في منطقة جنوب شرق آسيا، وأن بعض أحفادهم وصلوا في نهاية المطاف إلى جزر شمال أستراليا.
لكن في الوقت نفسه التقى البشر الحاليين مرارا بإنسان “نياندرتال” مع انتشارهم عبر أوراسيا.
وأضاف اكي: “لا زلنا نحمل اليوم القليل من الحمض النووي الخاص بهم. وحتى بالرغم من إنقراض هذه المجموعات (من البشر)، فإن الحمض النووي لهم لا يزال موجودا في البشر الحاليين”.
السلالة الوراثية
أجري هذا البحث من جانب العديد من العلماء من بينهم سفانتي بابو من قسم “علم الوراثة التطوري” في معهد ماكس بلانك للانثروبولوجيا التطورية.
وتوصل فريق العلماء إلى أن السكان من غير الأفارقة ورثوا في مجيناتهم ما بين نحو واحد ونصف إلى أربعة في المئة من نياندرتال.
لكن الميلانيزيون كانوا الشعب الوحيد الذي لديهم سمات وراثية قوية تعود لإنسان الدينيسوفا بنسبة تصل إلى 1.9 في المئة و3.4 في المئة من المجينات الخاصة بهم.
وقال بنجامين فيرنوت من جامعة واشنطن والذي قاد البحث: “أعتقد أن هذا الشعب (نياندرتال ودينيسوفا) كانوا يحبون التجول”.
وأضاف: “نعم بالفعل، مثل هذه الدراسات يمكن أن تساعد في تعقب الأماكن التي جابتها” هذه الأنواع من الإنسان البدائي.