تتجه الأنظار اليوم إلى اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في فيينا، وسط توقعات بأن نتيجته ستحدد إلى حد كبير مصير الهدنة التي عملت الولايات المتحدة وروسيا على تطبيقها في سورية منذ شباط (فبراير) الماضي، وإمكان توسيعها لتشمل مدينة حلب. كما يُفترض أن يتحدد في ضوء نجاح أو فشل هذا الاجتماع مصير الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف بين الحكومة السورية ومعارضيها برعاية الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا.
واستبقت واشنطن وموسكو اجتماع فيينا بلقاء لوزيري خارجيتهما جون كيري وسيرغي لافروف (مساء أمس) في العاصمة النمسوية، في وقت لفت كلام لرئيس «الإئتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة أشار فيه إلى ما سمّاها «محاولات ابتزاز عسكري وسياسي من أجل تطويع الثورة السورية للقبول ببشار الأسد والمؤسسة الأمنية والعسكرية في مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم، ومن دون مدى زمني لها». ولم يُسمّ العبدة من يقوم بهذا «الإبتزاز»، غير أن مصادر «الائتلاف» اتهمت في السابق كلاً من روسيا، حليفة النظام، والولايات المتحدة بذلك.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» في طهران إن اجتماع فيينا اليوم لن يخرج عن إطار «البيان الأميركي – الروسي المشترك» الذي صدر في 9 أيار (مايو) الجاري وتعهدت فيه واشنطن وموسكو بالعمل على تثبيت الهدنة وتوسيعها في سورية. ولفتت إلى أن البيان أتی علی خلفية «عتب» روسي علی الولايات المتحدة كونها «تُعطي مساحة لجبهة النصرة والمنظمات المتحالفة معها»، في مقابل «عتب» أميركي على روسيا لـ «تساهلها» و«غض نظرها» عن مواصلة النظام استهداف المدنيين. وقالت إن الروس سيعرضون في اجتماع فيينا – الذي سيضم جامعة الدول العربية ودولاً في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى تركيا وإيران والصين – جهودهم المشتركة مع الأميركيين «للحفاظ علی وقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات (للمناطق المحاصرة)، إلی جانب (تحريك مسار) الحل السياسي».
وقال مصدر قريب من السفارة الروسية في طهران إن موسكو «تشعر بارتياح للتنسيق الحالي مع واشنطن، لا سيما بين القيادات العسكرية، حول الوضع الميداني في سورية من خلال مركزي حميميم وعمّان (لمراقبة وقف العمليات القتالية)، ومن خلال إدارة المجموعة الفرعية التي تعقد أعمالها في جنيف». وذكر المصدر أن المواضيع التي ستُثار في فيينا اليوم ستشمل على الأرجح طلب موسكو «مناقشة مشكلة عدم إغلاق الحدود التركية في شكل كامل أمام تدفق الإرهابيين، وضرورة الفصل الجغرافي الميداني ما بين المعارضة المعتدلة وبين الارهابيين، وشمولية تمثيل المعارضة في جولة المفاوضات وتحديداً الاتحاد الديموقراطي الكردي، وبحث الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً، مع التأكيد علی عدم تسيس المسار الانساني من خلال إعداد تقييم محايد للمساعدات المقدمة من دون تمييز (بين مناطق المعارضة والنظام)، إضافة إلی بحث قضية الإفراج عن المعتقلين وتسوية أوضاعهم».
وقال المصدر إن الجانب الروسي «يعوّل علی أصدقائه» خلال اجتماع فيينا من أجل دعم وجهة نظره، في إشارة إلى إيران التي تدعم أيضاً الحكومة السورية. ولا يريد الروس، كما يُعتقد، إشراك دول أخرى في عمل اللجنة الأمنية بينهم وبين الأميركيين لمراقبة الهدنة، علماً أن دولاً عدة – مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا – ترغب في المشاركة في تحديد المسؤول عن خرقها. وأضاف إن لافروف سيلتقي بـ «عدد محدود» من المعارضين السوريين في فيينا، ورجّح أن يكون بينهم كل من رندة قسيس وجهاد مقدسي.
واجتمع كيري في فيينا أمس، بنظيره الأردني ناصر جودة، وقال في تصريحات نقلتها «رويترز» إنه يأمل بتعزيز اتفاق «وقف الأعمال القتالية» وفي زيادة توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.