معركة الرقة تتوسع لعزل «عاصمة داعش»

وسّع تحالف كردي – عربي هجومه ضد تنظيم «داعش» في محافظة الرقة السورية، وسط معلومات عن اتجاه قواته نحو منطقة الطبقة التي تحوي قاعدة عسكرية ضخمة حوّلها التنظيم مخزناً لأسلحته. ويعني التقدم نحو الطبقة أن هذا التحالف المدعوم بجنود من القوات الخاصة الأميركية وبغطاء من طائرات التحالف، يهدف إلى عزل مدينة الرقة، العاصمة المفترضة لـ «داعش» في سورية، وقطع خطوط الإمداد بين معاقل التنظيم في ريف الرقة الغربي وتلك الموجودة في ريفي حلب الشرقي والشمالي. وسيتطلب ذلك وصول تحالف «قوات سورية الديموقراطية» إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات حيث تقع الطبقة ومطارها، وهو أمر لا يُعتقد أنه سيكون عملاً سهلاً.

وفي مؤشر إلى عدم ارتياح تركيا لهجوم «قوات سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد في الرقة، عرض وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو على واشنطن القيام بـ «عملية مشتركة» ضد «داعش» في سورية شرط عدم مشاركة القوات الكردية فيها، وقال لصحافيين بينهم مراسل وكالة «فرانس برس»: «إذا جمعنا قواتنا، لديهم (الأميركيون) قواتهم الخاصة ولدينا قواتنا الخاصة»، مضيفاً أن مثل هذا التحالف يمكنه «بسهولة» السيطرة على مدينة الرقة التي يتخذها التنظيم المتطرف عاصمة له.

ولم يرد أي تعليق فوري على الاقتراح من الولايات المتحدة، التي تعتمد استراتيجيتها لقتال «داعش» داخل سورية على تحالفها مع السوريين الأكراد المتمرسين على المعارك.

وجاء توسيع «سورية الديموقراطية» هجومها في الرقة في وقت سُلّط الضوء على التعقيدات التي تواجهها مفاوضات جنيف السورية المتعثرة والتي يتردد الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا في الدعوة إلى جولة جديدة منها، خشية أن يكون مصيرها كسابقاتها الثلاث التي انتهت إلى الفشل. وفيما تردد أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة لم تقبل الاستقالة التي أعلنها محمد علوش «كبير المفاوضين» في وفدها إلى مفاوضات جنيف، قال الأخير في تصريح إلى موقع «زمان الوصل» السوري المعارض، إن استقالته قبلتها الهيئة قبل يومين وإنها «ليست بجديدة»، إذ إنه قدّمها منذ فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف. وأوضح علوش، القيادي في فصيل «جيش الإسلام»، أنه «ليس مستعداً للدخول في مفاوضات قد تستمر 15 عاماً وربما لسنوات أكثر»، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي ليس صادقاً في مساعيه لحل الأزمة السورية.

وفي تطور لافت، كشفت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة أن مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية وقّعت مصالحة مع القوات النظامية «من أجل رفع الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب الخمسة أشهر». وأوضحت أن هذه المصالحة تنص على قيام «أهالي المدينة بإزالة السواتر الترابية وهدم جميع الأنفاق الموجودة ورفع علم النظام فوق الدوائر الحكومية وعودة البلدية الرسمية للعمل داخل المدينة». وقال ناشطون إن آليات تتبع للقوات الحكومية دخلت الأحد إلى المعضمية وأزالت سواتر ترابية «كخطوة أولى لفتح الطريق لإدخال المواد الغذائية وخروج المدنيين».

ونقلت «شبكة شام» عن مصادر محلية إن «البلدية عادت إلى العمل مجدداً في المدينة كما شوهد العلم الرسمي مرفوعاً فوقها، كما تم البدء بإزالة السواتر الترابية وردم الأنفاق، وذلك تحت إشراف العميد  غسان بلال».

ومعضمية الشام يقطنها نحو 45 ألف مدني، وتقع بجوار مدينة داريا المحاصرة، وهي دخلت منذ مطلع عام 2014 في هدنة مع الحكومة.

+ -
.