أجبر تنظيم «داعش» فصيلاً سورياً معارضاً مدعوماً من أميركا للابتعاد عن مدينة البوكمال على الحدود العراقية شرق سورية بعد ساعات من تقدمه باتجاه هذه المدينة، بالتزامن مع توقف غارات التحالف الدولي التي ساهمت أول من أمس بتقدم هذا الفصيل قرب البوكمال، في وقت أعرب البيت الأبيض عن القلق من استمرار قدرة «داعش» على شن هجمات. وقال مساعد بارز لأحد أعضاء مجلس الشيوخ إن أشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي وانتوني بلينكن نائب وزير الخارجية وجوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة ونيكولاس راسموسن مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب سيجتمعون في جلسة سرية لإطلاع مجلس الشيوخ على التطورات في محاربة التنظيم.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بـ «فشل هجوم جيش سورية الجديد، وخسارته مطار الحمدان الذي سيطر عليه ليلاً وتراجع عن مدينة البوكمال» بالتزامن مع توقف غارات التحالف الدولي بقيادة أميركا التي سمحت للفصيل السوري المعارض للتقدم في مناطق «داعش» قرب البوكمال في محافظة دير الزور قرب حدود العراق. وقال «المرصد» إن التنظيم شن هجوماً معاكساً في ريف البوكمال انتهى بطرد عناصر هذا الفصيل من محافظة دير الزور، مشيراً إلى مقتل 7 عناصر على الأقل من عناصر «جيش سورية الجديد». وبث «المرصد» شريط مصور أظهر إعدام خمسة شبان قال إنهم من البوكمال على أيدي عناصر في التنظيم، وإن التهمة التي وجهت إليهم هي «التجسس لمصلحة جيش سورية الجديد والقوات الصليبية».
ويسيطر «داعش» منذ حزيران (يونيو) 2014 على مدينة البوكمال المقابلة لمدينة القائم في الجانب العراقي. وقال الناطق باسم «جيش سورية الجديد» مزاحم السلوم: «انسحبنا باتجاه صحراء البوكمال، بعدما أنهينا المرحلة الأولى من العملية المتمثلة باستهداف مواقع تنظيم داعش في محيط البوكمال. ونحن نحضر حالياً للمرحلة الثانية». وكان السلوم حدد الثلثاء هدف الهجوم بـ «قطع خطوط داعش العسكرية بين سورية والعراق في شكل رئيس، وفي مرحلة ثانية السيطرة على البوكمال».
في باريس، أجرى أمس وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تناولت سورية ولبنان. وانتقد لافروف المعارضة السورية، قائلاً: «ما يسمى المعارضة الوطنية ما زالت تتواجد في مناطق جبهة النصرة وكان هناك التزام من الجانب الأميركي أن ينسحبوا ولم ينفذوا ذلك». وأضاف أنه وفق القرار الدولي 2254 كان مفروضاً تشكيل السلطة الانتقالية في ١ آب (أغسطس)، لكن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أصبح رهينة لموقف ما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات التي تقدم مقترحات استفزازية حول رحيل الأسد».
وفي نيويورك، أكد دي ميستورا أنه لم يحدد بعد موعد جولة المفاوضات المقبلة بين الأطراف السوريين وأنه سيتوصل الى تحديد الموعد بعد مشاورات مع الدول المعنية، يتوقع أن يبدأها من واشنطن الجمعة. وقدم دي ميستورا أمس إحاطة الى مجلس الأمن في جلسة مغلقة بعدما كان نفى لـ»الحياة» ما كان إشيع عن أنه حدد موعد جولة المفاوضات المقبلة بين الأطراف السوريين في جنيف بين ١٢ و١٥ تموز (يوليو) المقبل، وقال إن «هذه المواعيد غير صحيحة، ولا يزال مبكراً جداً إعلان الموعد».
وأكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة على جدول أعمال دي ميستورا أنه سينتقل من نيويورك الى واشنطن وأنه «يجري مشاورات مستمرة مع الجانب الروسي خلال مشاوراته الحالية».
وقال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت إن دي ميستورا «من المتوقع أن يتحدث عن الصعوبات التي تواجه مهمته، وكم هناك من أمور يجب أن تتحقق قبل الموعد الذي كان أعلن سابقاً في ١ آب المقبل»، في إشارة الى صعوبة التقيد بهذا الموعد والتوصل قبله الى اتفاق سياسي.
وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنجي صدقي إن قافلة مساعدات دخلت مدينتي عربين وزملكا المحاصرتين من القوات الحكومية في الغوطة الشرقية قرب دمشق للمرة الأولى منذ أربع سنوات. وضمت القافلة التي نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال العربي السوري والأمم المتحدة 37 شاحنة وتتضمن مواد غذائية ومستلزمات طبية إلى 20 ألف شخص محاصرين في المدينتين.
وجدد مجلس الأمن ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق فك الاشتباك في الجولان (أندوف) ستة أشهر اعتباراً من آخر الشهر الحالي. وشدد القرار على ضرورة أن تحترم سورية وإسرائيل اتفاق فك الاشتباك في الجولان في شكل تام وأن «تمارسا أقصى درجات ضبط النفس ومنع أي انتهاكات لوقف إطلاق النار ولمنطقة الفصل بين القوات» في الجولان. كما أكد القرار على ضرورة عدم وجود أي نشاط عسكري «من أي نوع كان» في منطقة الفصل «بما فيها العمليات العسكرية للقوات السورية».