سوريا: استمرار المعارك وحصار المدنيين رغم تجديد الهدنة

يخشى سكان الأحياء المحاصرة شرقي حلب أزمة تموين خانقة، بعد تمكن القوات الحكومية من قطع آخر طريق تموين لهم. فيما لم تسفر هدنة الجيش السوري -التي وافق عليها الجيش السوري الحر المعارض وتم تجديدها اليوم- عن وقف المعارك.

قالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن الجيش السوري مدد وقفا لإطلاق النار كان ساريا لمدة 72 ساعة على مستوى البلاد -انقضى أمس الجمعة وذلك- لمدة 72 ساعة أخرى. وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية “يُمدد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة اعتبارا من الساعة الواحدة يوم (السبت) 9 تموز”/ يوليو 2016. وتستخدم الحكومة السورية مصطلح “نظام التهدئة” للإشارة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار.

واستمرت الهدنة السابقة حتى منتصف ليل الثامن من يوليو/ تموز 2016. ولم تسفر تلك الهدنة التي وافق عليها الجيش السوري الحر المعارض عن خفض ملحوظ في مستوى العنف. وهذه الهدنة هي الأولى التي يتم الإعلان عنها في أنحاء البلاد منذ الهدنة التي رعتها قوى أجنبية في فبراير/ شباط لتيسير محادثات تستهدف إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. ولم تصمد تلك الهدنة، وأسفر تصاعد العنف خلالها عن انهيار المحادثات.

ومنذ ذلك الحين يعلن الجيش السوري والقوات الروسية الداعمة للرئيس بشار الأسد بشكل دوري عن هدنات مؤقتة في مناطق القتال المستعر. لكن رغم هذه الإعلانات استمرت الغارات الجوية والقتال. وخلال الهدنة الأخيرة التي استمرت ثلاثة أيام تقدمت القوات الحكومية السورية صوب الطريق الوحيد المؤدي للجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة حلب وهو طريق الكاستيلو، ما أسفر عن حصار ما يتراوح بين 250 ألفا و300 ألف شخص. كما استعادت القوات الحكومية السيطرة على منطقة واقعة إلى الشرق من العاصمة دمشق.

وخلال الفترة ذاتها سقط العشرات بين قتيل وجريح بفعل قصف المعارضة لمناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب والضربات الجوية التي استهدفت منطقة لقضاء العطلات في محافظة إدلب.

أحياء حلب التابعة للمعارضة تواجه أزمة تموين

ويخشى سكان الأحياء المحاصرة في شرق حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة أزمة تموين خانقة قد تواجههم، بعد أن تمكنت القوات الحكومية من قطع آخر طريق تموين لهم، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس في المكان. ويعيش نحو 200 ألف شخص في الأحياء الشرقية من حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة المسلحة منذ عام 2012، وتحاول القوات اللحكومية إطباق الحصار عليها تماما قبل السيطرة عليها.

واستأنفت القوات الحكومية السبت قصفها لهذه الأحياء ما أدى إلى وقوع أربعة قتلى فيها بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أعلن الدفاع المدني في الأحياء الشرقية استهداف مقر له بالقصف، ما أدى إلى مقتل أحد المتطوعين العاملين معه. وأطلقت الفصائل المعارضة المسلحة السبت صواريخ وقذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها القوات الحكومية. وردا على تقدم  هذه القوات قصفت الفصائل المعارضة المسلحة بقوة الأحياء الغربية من مدينة حلب الجمعة ما أدى إلى مقتل 41 شخصا غالبيتهم من المدنيين بينهم 14 طفلا إضافة إلى 200 جريح، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري.

وتواصل قصف القوات الحكومية على شرق دمشق أيضا، حيث تمكنت من السيطرة على بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية، لتقطع بذلك إحدى طرق التموين الرئيسية لتنظيم جيش الإسلام، بحسب المرصد. ويسيطر هذا التنظيم المدعوم من السعودية على قسم كبير من الغوطة الشرقية التي تتعرض بشكل متواصل لقصف الطائرات الروسية والسورية. وتتهم القوات الحكومية تنظيم جيش الإسلام بقصف العاصمة. وتنتهج الحكومة سياسة محاصرة العديد من المناطق لحض سكانها على التمرد على المعارضة المسلحة. وقتل في النزاع السوري الذي اندلع مطلع عام 2011 أكثر من 280 ألف شخص فيما تشرد الملايين.

+ -
.