تستعد وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي لتسلم مهام رئيس الحكومة الأربعاء حسب ما أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وقال كاميرون إنه سيستقيل ويترك مهام منصبه مساء الاربعاء ويسلمها لماي.
وقال كاميرون إنه سيترأس آخر اجتماع للحكومة صباح الثلاثاء ثم يجيب على أسئلة نواب مجلس العموم لنحو 30 دقيقة صباح الأربعاء قبل ان يتوجه لقصر الملكة في قصر باكينغهام لتقديم استقالته كما تنص الاعراف.
وأصبحت تيريزا ماي الإثنين المرشحة الوحيدة المتبقية على ساحة سباق زعامة حزب المحافظين وهو المنصب الذي يؤمن لصاحبه رئاسة الوزراء بعد استقالة ديفيد كاميرون التي اعلنها قبل اسبوعين.
ويأتي ذلك بعد ساعات من اعلان اندريا ليدسوم انسحابها من منافسات الفوز بزعامة الحزب الحاكم في بريطانيا بعد تزايد الانتقادات لها خلال الايام الماضية.
وكانت ليدسوم تتنافس مع ماي في الجولة الاخيرة للفوز بزعامة الحزب ورئاسة الوزراء بعد استقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وكانت ليدسوم قد اعتذرت لماي بعد تصريحات قالت فيها إن كونها اما يجعلها مناسبة أكثر لشغل منصب رئاسة الوزراء.
وفي بيان لها الإثنين قالت ليدسوم إنها وصلت لقناعة بأنها لاتمتلك الدعم الكافي من نواب الحزب لتشكيل حكومة قوية وقادرة على قيادة البلاد خلال فترة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وتعد آخر مرة شهدت فيها بريطانيا حدثا مماثلا هي تولي غوردون براون زعامة حزب العمال عام 2007 ثم رئاسة الحكومة التي شكلها الحزب بعد 35 يوما من ذلك.
وكانت الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية لنواب الحزب في مجلس العموم انتهت بحصول وزيرة الداخلية تيريزا ماي على 199 صوتا، مقابل 84 صوتا للوزيرة ليدسوم، و46 صوتا لوزير العدل مايكل غوف.
وكان من المقرر أن يشارك 150 ألف عضو في الحزب في الجولة الأخيرة من الانتخابات لاختيار زعيمة للحزب من بين المرشحتين الاثنتين في التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
وكانت تيريزا ماي دافعت عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهي تحظى بدعم من عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة، بينما كانت ليدسوم من قادة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، التي انتهت لفوز معسكرها في الاستفتاء على مستقبل عضوية بريطانيا في التكتل الأوروبي.
وإذا سارت الامور بشكل طبيعي ستكون ماي ثانية سيدة تشغل منصب رئاسة وزراء بريطانيا، بعد مارغريت ثاتشر، التي قادت الحكومة البريطانية في الفترة بين 1979 وعام 1990.
وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استقال من منصبه قبل أسبوعين عقب فوز معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء جرى يوم 23 من الشهر الماضي.
ودعم كاميرون حملة لبقاء البلاد ضمن الاتحاد الأوروبي، عقب مفاوضات شاقة في فبراير/ شباط الماضي، تمكن خلالها من التوقيع على اتفاق يضمن لبريطانيا وضعا خاصا في التكتل.