طلبت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الوضع في حلب، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته الشديدة إزاء التصعيد في حلب واعتبره “يوما أسودا لمدى التزام العالم بحماية المدنيين”.
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد (25 سبتمبر 2016) اجتماعا طارئا بطلب من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لبحث الوضع في حلب (شمال سوريا) حيث قتل 45 مدنيا على الأقل في غارات جوية كثيفة السبت في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه مصدوم بسبب التصعيد العسكري “المروع” في مدينة حلب، متحدّثا عن “استخدام منهجي واضح لأسلحة حارقة وذخائر متطورة مثل قنابل قادرة على اختراق التحصينات”. وقال بان كي مون إن حلب “تشهد القصف الأكثر كثافة منذ بدء النزاع السوري”، وأضاف أنه “يوم أسود لمدى التزام العالم بحماية المدنيين”.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك السبت أن الأمر بيد روسيا لإعادة إحياء الهدنة في سوريا من خلال اتخاذ “خطوات استثنائية”. وحضّ هؤلاء موسكو على السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف القصف “العشوائي” للنظام السوري على المدنيين وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في شأن عملية الانتقال السياسي.
وقالت المجموعة التي تضم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن “المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية”. وأضاف الدبلوماسيون أن “الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها الإيفاء بالتزاماتها له حدود”.
وقال الوزراء في بيان صدر عقب اجتماعهم في بوسطن إن تفجير قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، وتردد تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية وهجوم النظام السوري المتواصل على حلب “يتناقض بشكل صارخ مع ادعاء روسيا بتأييد الحل الديبلوماسي”. وطالب وزراء الخارجية بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واستمرار الجهود الدبلوماسية من أجل إعادة وقف إطلاق النار، كما قالوا إن الصبر على موسكو “ليس غير محدود”.
وأكد الحلفاء التزامهم بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، وحضّوا روسيا كذلك على التركيز على الجهاديين، داعين إلى “إعادة المصداقية لجهودنا بما في ذلك عبر وقف القصف العشوائي من قبل النظام السوري لشعبه، الذي يقوض بشكل متواصل وفاضح جهودنا لإنهاء هذه الحرب”. وطالبوا أيضا “فورا بتوسيع نطاق” وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، مستنكرين “تأخير وعرقلة النظام السوري في المقام الأول لوصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في حاجة ماسة إليها”.
جدير بالذكر أن الطائرات الروسية والسورية تواصل لليوم الخامس على التوالي قصفها بشكل عنيف للأحياء الشرقية لحلب ما أدى إلى مقتل 45 مدنيا على الأقل غداة فشل المفاوضات الأمريكية الروسية.