قالت مصادر المعارضة المسلحة السورية إنها صدت هجوما شنته القوات الحكومية جنوبي حلب، في وقت واصلت فيه المقاتلات الروسية والسورية غاراتها على الأحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأضافت أن قواتها اوقعت خسائر في صفوف القوات الموالية للحكومة بعد عدة ساعات من الاشتباكات على حافات حي شيخ سعد على حدود الجزء الشرقي من مدينة حلب.
وأفاد التلفزيون السوري الحكومي أن خمسة أشخاص قتلوا واصيب نحو 20 آخرين في قصف لمسلحي المعارضة على الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة حلب.
ونقلت المصادر ذاتها عن أحد قياديي جماعة نور الدين زنكي المعارضة قوله إن الجيش السوري فتح عدة جبهات في وقت متزامن لتشتيت قوات المعارضة، وألقت طائراته المروحية منشورات تدعوهم إلى الاستسلام.
وأضاف إن القوات الحكومية بعد تأمينها منطقة مخيم الحندرات الاستراتيجية في الحافة الشمالية للمدينة الخميس الماضي، وفي اعقاب قصف مكثف، بدأت هذه القوات بالضغط على المناطق الواقعة إلى الجنوب من المخيم، كما سيطرت على المبنى المدمر لمستشفى الكندي التي يسيطر الجنود من خلالها على دوار الجندول الذي يمثل تقاطع الطرق الرئيسي، وقال “لقد ساووا كل شيء بالأرض ولم يبق خيار أمام ناسنا سوى الانسحاب تحت قصف الروس”.
وتقول مصادر المعارضة إن ميليشيا قوات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على حي مسجد الشيخ الاستراتيجي شمالي حلب استثمرت ما حققه الجيش للتحرك منطقة الشقيف الصناعية الواقعة بين مخيم حندرات والمناطق التي يسيطرون عليها.
وأفادت تقارير نقلا عن مصادر المعارضة بأن طائرات حلقت على ارتفاع عال يعتقد أنها روسية قصفت أحياء بستان القصر والهُلك والفردوس ما أسفر عن وقوع اصابات لم تُجمل عددها.
واتهمت الطائرات الروسية والسورية بالقاء قنابل حارقة على بلدات دارة عزة والزربة في ريف حلب.
الحد من الفيتو
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد، إلى ضرورة القيام بفعل لوقف المأساة الإنسانية التي تعيشها مدينة حلب، وحض مجلس الأمن على اعتماد سياسة تحد من استخدام أعضائه لحق النقض (فيتو) عند وجود مخاوف جدية بشأن ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو عمليات إبادة.
وحذر بن رعد روسيا من استخدام قنابل حارقة في حلب مشددا على أن جرائم أحد الأطراف لا تبرر التصرفات غير القانونية للطرف الآخر.
وفي موسكو نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن روسيا ستواصل جهودها لحل الصراع في سوريا على الرغم من تعليق الولايات المتحدة تعاونها معها في هذا الشأن.
وكانت واشنطن اعلنت الاثنين أنها علقت المحادثات مع روسيا حول الأزمة السورية، متهمة موسكو بـ”عدم الوفاء بتعهداتها” فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار الشهر الماضي، ومحملة موسكو والحكومة السورية مسؤولية زيادة الهجمات على المدنيين.
ومنذ انهيار الهدنة، التي اتفق عليها بوساطة روسيا أمريكية، تشن القوات الحكومية أيضا هجوما بريا على المعارضة المسلحة.
وأثار تصاعد اعداد القتلى المدنيين في حلب احتجاجات دولية.
وتقول تقديرات الأمم المتحدة أن 400 شخص على الأقل، بينهم الكثير من الأطفال، قتلوا في المدينة خلال الأيام الأخيرة نتيجة لهجمات القوات السورية والروسية.
يتعزز لدينا الانطباع بأن واشنطن في سعيها لتغيير السلطة في دمشق، مستعدة لعقد صفقة مع الشيطان أي الدخول في ائتلاف مع الإرهابيين المعروفين الذين يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ويزرعون معاييرهم غير الإنسانية بالقوة”