شهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب السبت معارك عنيفة ترافقت مع غارات جوية، غداة هجوم بدأته فصائل معارضة تخلله إطلاق مئات القذائف الصاروخية وتفجيرات بسيارات مفخخة. وقوات “سوريا الديمقراطية” تستعيد عدة قرى من “داعش”
شهدت الأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة النحكومة معارك عنيفة اليوم السبت، وذلك عقب هجوم واسع للمعارضة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن، “الاشتباكات عنيفة جدا عند الأطراف الغربية للمدينة وهناك معارك كر وفر وخسائر بشرية كبيرة جدا لدى الطرفين”.
وتركز القتال السبت على حي جمعية الزهراء ومنطقة ضاحية الأسد التي تقدم فيها المقاتلون المعارضون الجمعة.
وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية والتي تعد بعيدة نسبيا عن مناطق الاشتباكات أن أصوات المعارك والتفجيرات مسموعة بشكل واضح. وتشكل هذه المدينة الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011. ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين أحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام وأخرى شرقية واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وتدور المعارك على مسافة تمتد حوالي 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى أطراف حلب الجنوبية. وأسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباك منذ الجمعة عن مقتل “26 مقاتلا سوريا وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها” فضلا عن عشرات الجرحى، وفق المرصد.
وتستخدم الفصائل خلال هجومها السيارات المفخخة وقد فجرت منذ الجمعة “عشر سيارات على الأقل” في مناطق الاشتباكات، بحسب عبد الرحمن.
إلا أن القوات الحكومية شنت السبت “هجوما مضادا تمكنت خلاله بدعم من حزب الله اللبناني من استعادة بعض النقاط التي خسرتها في ضاحية الأسد”، وفق مدير المرصد السوري المقرب من المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الأسد. وأفاد مراسل فرانس برس في ضاحية الأسد عن دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال الليل. وأكد عبد الرحمن “تشن الطائرات الحربية السورية والروسية غارات جوية مكثفة على جمعية الزهراء تتزامن مع قصف عنيف جدا للفصائل أيضا”. ورغم الغارات المكثفة على مناطق الاشتباك، لم تستهدف الطائرات الحربية السبت الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
من جانب آخر، سيطرت قوات “سورية الديمقراطية” المعروفة باسم” قسد” على عدد من القرى في ريف حلب الشمالي بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) اليوم السبت كما سيطر الجيش الحر على قرية واقترب من مدينة الباب.
وقال المركز الإعلامي لقوات “سورية الديمقراطية”، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) نسخة منه اليوم، إن “القوات المشتركة ومنذ مساء أمس الجمعة تخوض معارك عنيفة على جميع محاور جبهات تنظيم داعش، حيث تم تحرير قرى ( الوحشية ومزرعتها – مزرعة فافين – معمل الإسمنت بالقرب من مزارع فافين – كفر قارص – تل سوسن – مزرعة تل سوسن – نقطة محطة القطار) حيث تدور الآن اشتباكات عنيفة ضد نقاط تنظيم داعش في محيط قرية تل قراح”.
وفي ريف حلب الشمالي أيضا، سيطر الجيش الحر على قرية قعر كلبين شمال غرب مدينة الباب بريف حلب بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم “داعش”. وقال قائد عسكري من كتائب الجيش الحر إن الجيش الحر أصبح على أبواب مدينة الباب.