أعلن الصليب الأحمر الدولي فرار الآلاف من شرقي حلب مع اشتداد حدة المعارك وتقدم قوات الحكومة وحلفائه. في حين حذرت الأمم المتحدة من تدهو الوضع و”انحداره ببطئ نحو الجحيم”.
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء (29 تشرين الثاني/ نوفمبر) إن نحو 20 ألف شخص فروا من منازلهم في شرقي حلب خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في ظل تصاعد الهجمات على المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. وقالت اللجنة في بيان إنه يجب توفير “ممر آمن” للمدنيين للخروج من القطاع الشرقي من المدينة وإنها مستعدة لتنظيم عمليات إجلاء طبي للمرضى والمصابين.
وأضافت أنه في الفترة بين يوليو/ تموز ومنتصف تشرين الثاني/ نوفمبر فر أكثر من 40 ألفا من مناطق القتال داخل وقرب الجزء الغربي الذي تسيطر عليه الحكومة في حلب ليصل العدد الإجمالي للفارين من حلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب إلى 60 ألفا في الشهور الخمسة الماضية.
من ناحية أخرى حذرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من وضع “مخيف” في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات الحكومة على حساب الفصائل المعارضة آلاف المدنيين إلى الفرار من شرقي المدينة. وأعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين عن “غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب”.
من جانبها قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر، إن المدنيين في شرقي حلب يواجهون ظروفا “رهيبة” واصفة الوضع بأنه “انحدار بطيء نحو الجحيم”. وفي انتظار الحصول على موافقة من دمشق لإدخال المساعدات إلى شرقي حلب، يستعد البرنامج لتلبية احتياجات العائلات التي وصلت إلى غربي المدينة.
على صعيد متصل، قالت روسيا اليوم الثلاثاء إن تقدم الجيش السوري في حلب غير بدرجة كبيرة الوضع على الأرض ومكن أكثر من 80 ألف مدني من الوصول إلى المساعدات الإنسانية بعد استغلال المتشددين لهم على مدى سنوات كدروع بشرية.
وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان “تمكن الجنود السوريون من تغيير الوضع بشكل كبير خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وذلك بفضل العمليات المخططة بشكل جيد جدا وبتأن”. وأضاف “بشكل عملي حُررت تماما نصف الأراضي التي احتلها مقاتلو المعارضة في السنوات الأخيرة في الجزء الشرقي من حلب”.
من جانبها، طلبت فرنسا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع المتردي في مدينة حلب السورية. وقال فرانسوا ديلاتر، السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء قبل جلسة سرية لبحث الصراع في سوريا، إنه يأمل في إمكانية عقد الجلسة الطارئة غدا الأربعاء.
يذكر أن كلا من إسبانيا ومصر ونيوزيلندا تؤيد استصدار قرار بهدنة تستمر لمدة عشرة أيام في حلب للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة المتصارع عليها بين القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وقوات المعارضة السورية.
وقبل بدء الهجوم، كان يعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف صعبة نتيجة حصار بدأته قوات النظام قبل حوالى أربعة اشهر. ودخلت آخر قافلة مساعدات إنسانية الى مناطقهم في تموز/يوليو الماضي.