رسالة شكر وامتنان من المربية فيروز بريك

رسالَةُ شكرٍ وعرفان ….

مكلَّلة بِعَبَقِ الرَّيحان …..

مِن قلبٍ مليءٍ بالامتنان…..

لمدرسةٍ أنارتِ الدَّروبَ بضميرٍ ووجدان …..

وعبيرُ الشّكر أقدّمهُ لكلِّ أنسان ….

 أتحفني بأجمل التعابيرِ وبارك لي مسيرتي بشتى الألوان ….

فلكلّ من قدّم لي التّهاني شخصيًّا أو عبر شبكة التواصل الاجتماعية ولكلّ مَن شاركني فرحتي مِن زملاءٍ وزميلات أتوجَّه بكاملِ شكري وامتناني، وأقول:

إنَّ مهنَةَ التَّربيةِ والتَّعليمِ مِن أشرَفِ المِهَنِ وأشقَّها! لأنَّها تبني الإنسانَ والإنسانُ مُنطَلقُ الحياةِ وغايتُها!

منذُ أربعَةُ عقودٍ كانَ لي الشرفُ في الانخراطِ في هذا السلكِ، لِأساهِمَ في تنشِئَة أجيالٍ، فوجدتُهُ حياةً مليئَةً بالصُّعوباتِ والتّحديّاتِ، مُزيَّنَةً بالطّموحِ والتفاؤلِ والنجاحِ! فتعلَّمتُ معنى العلمِ والحلمِ والمحبَّةِ والإيثارِ، ومعنى الأمومة الحقيقيةِ! وتعلمتُ كيفَ أسترشِفُ المستقبَلَ، فأنظرُ بعيونِ هؤلاءِ الأطفالِ الصِّغارِ، لأراهم يكبرونَ، أنظرُ فأرى أولَئِكَ الصِّغارُ الأعزاء، وتلكَ البراعمَ الغضَّة رِجالًا أشدّاءَ، يقتحمونَ الحياةَ بِطولها وعرضِها، حينها كنتُ أشعرُ بالفخرِ والاعتزازِ، وأجدُ مِن سعادةِ النّفسِ وحبورِها ما يجده الصالحونَ إذا ذُكروا بالملأ الأعلى.

أمّا اليوم فأنا أودّعُ هذه المهنة الشَّاقة الشّريفة وفي جعبتي أيامٌ لا تُنسى وذكرياتٌ ستبقى تُداعبُ فكري وفؤادي، أودّعهُ وفي جعبتي عائلةٌ متكاملةٌ مِنَ الأخوةِ والأخوات والأصدقاء والصديقاتِ، عائلةٌ كانت وما زالت وستبقى هي عائلتي.

فلو رتَّبتُ حروفَ اللغةِ العربيةِ حرفًا حرفًا، وصغتُها بأجملِ حلةٍ وغصتُ في بحورها فلن أجدَ ما يردّ ولو جزءًا بسيطًا مما قدمتموهُ لي مِن تكريمٍ وتقديرٍ، الذي أعتَبِرُهُ تقديرًا لكلِّ معلّمٍ متقاعدٍ عمِلَ بجدٍ واجتهادٍ في هذا الصرحِ التربويّ، ولا يسعني الآنَ إلّا أن أتوجهُ بالشكر المفعمِ بالودِّ والوفاءِ والاخلاصِ لإدارة المدرسة والهيئة التدريسيّة في المدرسة الابتدائية “أ” على تعاونكم وجهودكم خلال تلك السنوات التي قضيتها معكم وبينكم فقد غرستم زهرةً جميلةُ في قلبي، فمنحتموني العزمَ والثقةَ والاصرارَ.

ولزملائي المتقاعدينَ الذينَ أنهوا مسيرتهم التّعليميّةَ قبلي وشاركوني فرحتي هذه أقدّم شكري ومحبتي، فمعًا تعلمنا أنّ للنجاح قيمة نحصدها مع الأيام…

وأخيرًا أقدّمُ بطاقة حبٍّ ووفاءٍ لكلِّ مَن شاركني ورشَّ عبق الأمنيات على حياتي مِن أصدقاءٍ وطلابٍ وأولياء أمور، فغمروا بالفرحة قلبي …

وأملأ لعائلتي وأبنائي أجمل وأروع كأسٍ مِنَ المحبّةِ لأسكبهُ على بساط الشكر …

 وبمناسبة قدوم العام الجديد أتمنى أن تكون سنة خير وبركة على الجميع.

فيروز بريك