المرصد يصدر خارطة بالقرى والمزارع التي دمّرتها إسرائيل بعد عام 1967 والمستوطنات التي شُيّدت على أنقاضها. الخارطة من إداد المهندس المعماري الدكتور نويه بريك.
زجاء في بيان للمرصد بمناسبة إصدار الخارطة الجديدة:
جاء قرار المرصد بإصدار خارطة جديدة لقرى الجولان التي هدمتها إسرائيل عقب احتلالها للجولان عام 1967، بعد أن تبيّنَ مِن خلال مقارنة مصادر عديدة، أن ما صدر حتى الآن مِن خرائط ودراسات، لا يكشف الحقيقة الكاملة لمأساة التهجير القسري والتدمير التي ارتكبتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان الجولان وفضائهم السكني. الأرقام التي تداولتها العديد من المصادر بشأن القرى والمزارع التي هدمتها سلطة الاحتلال في الجولان، تتراوح بين – 240-260 قرية ومزرعة. لكن بعد مقارنة مصادر عديدة (سورية، أجنبية، وإسرائيلية)، تبيّن أن العدد يفوق تلك الأرقام المتداولة بكثير. كذلك أظهرت المعطيات أن هناك بعض القرى كانت تحمل ذات الاسم، لكنها ليست بنفس الموقع الجغرافي، وهذا ما تجاهلته المصادر السابقة. التباين الكبير بين المصادر السابقة والخارطة الحالية يظهر في تحديد عدد المزارع المهدمة، وربما هذا ناتج من اعتقاد البعض أن المزرعة لا يقطن فيها سوى عائلة كبيرة أو عدة عائلات، لكن الحقيقة هي أن هناك مزارعَ بلغ عدد سكانها قبل التهجير والتدمير عدة مئات من السكان.
علاوة على ذلك، تميّزت الخرائط السابقة بتباين واضح في تحديد الموقع الجغرافي لبعض القرى والمزارع، بالإضافة إلى غياب كامل للموقع الجغرافي على الخارطة لكثير من المزارع.
الأمر الآخر الذي يجب الإشارة إليه بقوة، أن الخرائط الصادرة عن السلطات الإسرائيلية تُسقِط بقصد، وبالكامل، كل “المناطق المنزوعة السلاح” مِن حدود الجولان، وتعتبرها مناطق “إسرائيلية”، وهذا الإجراء يؤدي إلى تزييف الحقائق؛ سواء كان ذلك لناحية المساحة الحقيقية للجولان التي احتلتها إسرائيل، أو لناحية عدد القرى أو المزارع التي دمرتها بعد الاحتلال.
المناطق المنزوعة السلاح، هي ثلاث: الأولى في أقصى الشمال الشرقي مع حدود إسرائيل -شمال تل العزيزيات- والتي شُيّدَت على قسم منها مستوطنة “سنير”، البالغة مساحتها حوالي أربعة كم2، أي 4,000 دونم. والثانية في الوسط، وهي عبارة عن مثلث واسع جنوب بحيرة الحولة يصغر إلى شريط يحاذي نهر الأردن من جانبيه حتى مصبّه في بحيرة طبريا ومساحتها حوالي 34كم2. والمنطقة الثالثة تقع جنوب شرقي بحيرة طبريا في خط يمتد حتى شرق الحمّة، ويعود غرباً في محاذاة نهر اليرموك ثم يتصل ثانية ببحيرة طبريا شرق سمخ، ومساحتها 32 كم2 ومجموع مساحة المناطق الثلاث تبلغ حوالي 70 كم2.
وفيما خَصّ خط 4 حزيران/يونيو 1967، فإنه لم يُثبَّت في أية معاهدة أو اتفاقية، وهو خط جاء حصيلة اعتداءات إسرائيل على المناطق المنزوعة السلاح منذ عام 1949 وحتى احتلال الجولان عام 1967. أما خط 20/07/1949، فهو مثبَّت في اتفاقية الهدنة، ويجعل سوريا دولة مشاطِئة لنهر الأردن وبحيرة طبريا، ويصل بها إلى مصبّ نهر اليرموك.
يذكر، أن المجتمع الدولي يطالب إسرائيل، باعتبارها قوّة احتلال، بالانسحاب إلى ما وراء خط الرابع من حزيران 1967، وذلك وفق قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1967.
تبيّن المصادر الإسرائيلية على أن مساحة الجولان المحتل تبلغ 1,159 كم2، وتتوزع من الناحية الإدارية كالتالي:
– المجلس الإقليمي “جولان”، ويضم 33 مستوطنة يهودية، ويسيطر على مساحة 1,090,220 دونماً؛
– بلدية كتسرين وهي أكبر مستوطنة في الجولان تسيطر على مساحة 9,380 دونماً؛
– القرى السورية (مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة، عين قنية، والغجر) وتبلغ مساحة حدودها 56,040 دونماً.
لكن بالإضافة إلى تلك المساحات المذكورة سابقاً، هناك:
– جزء من المنطقة المنزوعة السلاح، تقع شرقي نهر الأردن، وتمتد جنوباً مِن مصبّ نهر الأردن في بحيرة طبريا إلى الشمال، وبضمنها المنطقة الواقعة بالقرب من بانياس، (أقيمت عليها مستوطنة “سنير”)، احتلتها إسرائيل عام 1967، وتبلغ مساحتها الكلية حوالي 20 كم2، وقد ضُمّت هذه المساحة بعد الاحتلال إلى سلطة المجلس الإقليمي “جليل عليون – الجليل الأعلى”.
– المنطقة التي كانت احتلتها إسرائيل عام 1967 وأعادتها للسيادة السورية عام 1974، وهي منطقة مدينة القنيطرة، وأخرى تقع جنوباً بالقرب من بلدة الرفيد، بمساحة تُعادل 50 كم2.
الأرقام الموثّقة تشكل المساحة الحقيقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من الجولان، البالغة حوالي 1,230 كم2.
يُشار أخيراً، أن الخريطة الجديدة، جاءت بعد دراسة طويلة لسدّ كل تلك الثغرات في المصادر السابقة.