قالت الأطراف السورية المشاركة في مباحثات جنيف إن ثمة مكاسب تحققت خلال المباحثات الحالية في جنيف، في الوقت الذي تلقي فيه روسيا بثقلها لنجاح تلك المفاوضات.
وشهدت المباحثات، المعروفة باسم جنيف 4 تقدما هاما، الأربعاء، للمرة الأولى منذ الإعلان عن بدء جولة المباحثات برعاية الأمم المتحدة قبل ستة أيام.
وأفاد عساف عبود مراسل بي بي سي في جينيف بأن مصادر مقربة من وفد الحكومة السورية تحدثت عن محادثات مثمرة جرت خلال اليومين الماضيين بين الوفد والمبعوث الأممي وقد توجت بالاتفاق على أن جدول الأعمال التفاوضي سيتضمن أربعة حزم تتساوى في الاهمية وهي الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات.
وقال المصدر إن الوفد قدم مجموعة من التعديلات والملاحظات على الورقة التي قدمها دي مستورا للوفد والمعنونة بـ”مبادئ اساسية للحل السياسي” وطلب من المبعوث الاممي اطلاع وفود المعارضة عليها وان يحصل على موقفهم منها.
وهذه هي المرة الاولى التي يوافق فيها الوفد الحكومي على بحث ملف آليات الحكم في المفاوضات وهو الأمر الذي كان شكل نقطة خلاف مع المعارضة خلال الجولات السابقة.
ويسعى كل طرف لتشكيل جدول الأعمال وفقا لرغباته، لكن اللافت هذه المرة كان لقاء وفد المعارضة السورية مع مسؤول دبلوماسي روسي رفيع لبحث جدول الأعمال وسير المفاوضات.
وأعلنت الحكومة السورية عن قبولها بأجندة المباحثات بما في ذلك المفاوضات حول فترة انتقالية، بينما طلبت ومعها روسيا بإضافة الإرهاب إلى الأجندة، بحسب مصادر دبلوماسية.
وأكدت مصادر بالحكومة السورية أن المعارضة عقدت لقاء هام مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ومن المقرر إدراج قضايا هامة منها الحكم والانتخابات والانتقال السياسي للسلطة.
وقالت مصادر بالمعارضة إن روسيا دفعت المفاوضين عن الرئيس بشار الأسد للقبول بمناقشة الانتقال السياسي للسلطة، مع إصرار المعارضة على أن يتضمن تسليم السلطة بصورة نهائية.
وكشف مصدر مقرب من وفد الحكومة السورية عن وجود اتفاق حول إدراج “الإرهاب”على جدول الأعمال، وكان هناك اعتراض من المعارضة نظرا لأن النظام يرى جميع معارضيه إرهابيين.
ومن غير الواضح حتى الآن إذا كان هناك توافق بين الطرفين حول هذا الأمر أم مازال الصدام قائما مثلما حدث في جولات الحوار السابقة قبل عام.
لكن مصادر دبلوماسية قالت إن لقاء المعارضة مع غاتيلوف، قد يكون أمرا هاما لكنه نفس الوقت تطور غير مريح للرئيس الأسد، الحليف المقرب من موسكو.
وأكد يحي قضماني، رئيس بعثة الهيئة العليا للمعارضة في المفاوضات، على أنه ورفاقه قدموا نقاطا واضحة وقوية للمسؤول الروسي، وسوف تحتاج روسيا إلى وقت للرد عليها.
وقال “نريدهم أن يكونوا (الروس) محايدين وليسوا أعداء لسوريا”.
وأضاف “نريد منهم الضغط ومن ثم رعاية عملية الانتقال السياسي، نريدهم أن يعملوا معنا لوقف الإرهاب في سوريا”.
وعلى الجانب الأخر، تحدث أحد الدبلوماسيين عن خيبة أمل المعارضة من إصرار الروس على موقفهم السابق والحديث عن وجود انقسام حاد في صفوف المعارضة ما يمنع التفاوض معها.
وفاجأ ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، المعارضة بزيارة غير متوقعة في مقر إقامة وفدها بجنيف في وقت متأخر عقب اجتماعها مع غاتيلوف، لكنه امتنع عن التعليق على العملية أو أسباب الزيارة.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة قد أكدت من قبل رفضها التام وضع الإرهاب على جدول أعمال المحادثات الجارية حول سوريا برعاية الأمم المتحدة.
وقال قضماني عقب لقاء مع المسؤول الدبلوماسي الروسي “وضع الإرهاب على اللائحة مرفوض، مرفوض كليا حتى هذه اللحظة”.
وجاء إصرار وفد النظام على إدراج الإرهاب على جدول أعمال جنيف في أعقاب الهجمات الانتحارية التي استهدفت مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية، الأسبوع الماضي وأدت لمقتل العشرات بينهم عسكريين كبار بالجيش السوري.