أثبتت البحوث الطبية أن تطبيق الاستراتيجيات الحديثة لمكافحة السرطان من ثلث حالات أنواع السرطان الأكثر شيوعاً في العالم، من خلال توعية المجتمع بالنظام الغذائي الصحي، وتحسين فرص زيادة النشاط البدني، والحد من استخدام التبغ في الأماكن العامة، إذ أن التبغ مسؤولاً عن 70 في المئة من حالات وفيات سرطان الرئة، وعن نحو 22 في المئة من حالات وفيات السرطان، إضافة إلى أمراض السمنة التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي والثدي والرحم.
تأتي هذه النتائج بالتزامن مع احتفال العالم غداً باليوم العالمي للسرطان تحت شعار «تصحيح المعتقدات الخاطئة» في تظاهرة عالمية تجري في 4 شباط (فبراير) من كل سنة، للتعاون الدولي في مكافحة السرطان، بهدف تحسين المعرفة العامة عن السرطان وتصحيح المعتقدات الخاطئة حوله، بما يمكن أن يؤدي إلى التغيير الإيجابي في الفرد والمجتمع والهيئات المتخصصة وسياساتها في مجال رعاية مرضى السرطان.
وأشارت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة إلى أن عدد حالات الإصابة بالسرطان في المملكة العربية السعودية المبلغ عنها بحسب السجل السعودي للأورام لعام 2009 بلغ 13.254 حالة، بمعدل حدوث 85.5 في المئة، منها سرطان الثدي الذي عد الأكثر شيوعاً على مستوى المملكة عند النساء، يليه سرطان القولون والمستقيم.
وأوضحت الإحصاءات أن أبرز أعراض الإصابة بالسرطان هي الإحساس بالتعب الشديد التي تختلف من حالة إلى حالة، بحسب الإصابة عند المرض، وفقدان الوزن من دون أي سبب، إضافة إلى الإصابة بالحمى والتعرق الليلي، وحدوث تغيرات في الجلد كالاحمرار، والانتفاخ، وتغير اللون إلى داكن أو ظهور كتل تحت الجلد وتغيرات واضحة في الشامة أو الثالول، وتغيرات في عادات التبرز كالإمساك والإسهال، والسعال المستمر، والآلام المستمرة في مفاصل وعضلات الجسم، بالإضافة إلى إفرازات غير طبيعية أو نزيف.
وأفاد المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بأن أبرز عوامل خطورة الإصابة بالسرطان القيام ببعض السلوكيات السلبية في الحياة اليومية، مثل: التدخين وتناول الكحول والتعرض المباشر لفترات طويلة جدًا لأشعة الشمس، إلى جانب التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان، ووجود مضاعفات لأمراض مزمنة كالتهابات الأمعاء، والقولون المتكررة التي تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان، والبيئة المحيطة، إذ أن الوجود في المناطق الصناعية والعمل في أماكن يكثر فيها التعرض لمواد كيماوية من احتمال الإصابة بالسرطان.
وقدم المركز طرق علاج السرطان، ومن أبرزها الجراحة التي تعد إحدى طرق العلاج الهادفة إلى إزالة الخلايا السرطانية، والعلاج الكيماوي الذي يستخدم أنواعاً معينة من الأدوية لقتل الخلايا السرطانية، والعلاج الإشعاعي الذي يسلّط نوع من الأشعة على الخلايا السرطانية وتدميرها، إضافة إلى العلاج الحيوي عن طريق مساعدة الجهاز المناعي للجسم على الكشف عن الخلايا السرطانية ومحاربتها، والعلاج الهرموني إذ أن بعض الخلايا السرطانية تتغذى على هرمونات الجسم كما في حالات سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، ويساعد العلاج الهرموني على منع إفراز هذه الهرمونات أو إيقاف عملها لقتل الخلايا السرطانية.
وعن طرق الوقاية من السرطان، كشف المركز عن وجود عوامل تقلل من خطورة المرض كالامتناع عن التدخين وتجنّب التعرض المباشر لأوقات طويلة لأشعة الشمس، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام، والمحافظة على الوزن المثالي، مع أخذ بعض التطعيمات، خصوصاً أنه توجد فيروسات محددة تسبب السرطان مثل فيروس التهاب الكبدي الوبائي (ب) الذي يسبب سرطان الكبد، والفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم، إذ في إمكان التطعيم الوقاية – بإذن الله – من هذه الفيروسات.